رغم كورونا.. الدولار يتراجع 34 قرشًا أمام الجنيه في 2020
واصل سعر الدولار تراجعه أمام الجنيه المصري خلال تعاملات الشهر الماضي، مع ارتفاع التدفقات النقدية من العملات الصعبة على البنوك، نتيجة عودة ثقة المؤسسات العالمية في السوق المصرية، والجهود التى يبذلها البنك المركزي لدعم الاقتصاد المصري خاصة في ظل أزمة كورونا.
وتراجعت العملة الأمريكية نحو 5 قروش جديدة خلال الشهر الماضي لتصل إلى 15.65 جنيه للشراء 15.75 جنيه للبيع في نهاية أكتوبر، بحسب متوسط سعر الدولار في البنك المركزي.
وفقد متوسط سعر الدولار 34 قرشًا أمام الجنيه المصري منذ بداية العام الحالي رغم فيروس كورونا، إذ انخفض السعر من 15.99 جنيه للشراء 16.09 جنيه للبيع بنهاية ديسمبر 2019، ليصل إلى 15.65 جنيه للشراء 16.75 جنيه للبيع بنهاية أكتوبر 2020، وهو ما يشير إلى تحسن أداء الجنيه رغم الأزمة وصلابة الاقتصاد المصري والسياسات النقدية السليمة التي يتبعها البنك المركزي.
وكان محافظ البنك المركزي طارق عامر، قد كشف أن الجنيه المصري ارتفع مقابل الدولار منذ بداية العام وحتى منتصف شهر أغسطس الماضي بنسبة 0.66%، على عكس بقية عملات الأسواق الناشئة التي تراجعت بشدة خلال هذه الفترة.
ويرجع ارتفاع الجنيه أمام الدولار بالأساس إلى تحسن الوضع الاقتصادي في البلاد وتحسن الموارد الأجنبية، نتيجة حزمة الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري لتقليص الآثار السلبية لفيروس كورونا، وارتفاع تدفقات المحافظ وتحسن الاحتياطي الأجنبي خلال الأشهر الأخيرة، إذ ارتفع صافي الاحتياطيات الدولية خلال 4 أشهر منذ يونيو الماضي، ليسجل 38.425 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2020.
وشهد منتصف شهر يونيو الماضي عودة قوية للمستثمرين الأجانب لضخ استثماراتهم في سوق المال المصرية نتيجة تعافي الأسواق العالمية، وانتعشت استثمارات الأجانب في أذون الخزانة في آخر 3 أشهر، إذ شهدت زيادة بنحو 100 مليار جنيه لتسجل 211.5 مليار جنيه بنهاية أغسطس الماضي، مقابل 111.5 مليار جنيه بنهاية مايو الماضي.
وعلى أساس شهري، قفزت استثمارات الأجانب في أذون الخزانة بنسبة 23%، وبقيمة 39.5 مليار جنيه، في الفترة بين شهري يوليو وأغسطس الماضيين، ما تسبب في مواصلة الجنيه المصري تعافيه التدريجي وارتفاع قيمته مقابل الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية.
كما لعبت تحويلات العاملين بالخارج دورًا كبيرًا في زيادة حجم الاحتياطي الأجنبي وتحسن أداء العملة خلال الفترة الماضية، لا سيما في ظل حالة النشاط الجزئي للاقتصاد مع جائحة كورونا قبل العودة للعمل بمختلف القطاعات الاقتصادية بشكل طبيعي.
وأعلن البنك المركزي المصري ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال شهر يوليو الماضي بنسبة 9.4 في المئة، لتسجل 2.9 مليار دولار مقابل 2.6 مليار دولار خلال شهر يوليو من العام الماضي 2019.
وأكدت بلومبرج في وقت سابق، أن الجنيه المصري لا يزال ثاني أفضل العملات أداءً مقابل الدولار هذا العام.
وقال تقرير لوكالة "فيتش" إن الجنيه المصري ضمن أفضل عملات الأسواق الناشئة أداءً حتى أغسطس من العام الحالي، مشيرًا إلى أنه شهد استقرارًا أمام الدولار. وتوقع التقرير أن يظل سعر الجنيه مستقرًا نسبيًا حتى نهاية عام 2020، رغم تراجع عملات الأسواق الناشئة بشكل حاد.
وأوضحت "فيتش" معدل تغير أداء عملات الأسواق الناشئة أمام الدولار، إذ تحسن أداء الجنيه المصري بنسبة 4.9% أمام الدولار، وذلك حتى أغسطس 2020، مقارنة بعام 2019.