متخطية 40 ألف دولار
بعد ارتفاع سعرها الكبير.. إلى أين تتجه البيتكوين؟
باتت العملات الرقمية الآن هي الشغل الشاغل للعديد من المسثمرين والاقتصاديين حول العالم، وخاصةً بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته عملة "البيتكوين" خلال الفترة الماضية.
في بداية ظهور "البيتكوين"، كان البعض يتصور أنها عملة غامضة لن تستطع الصمود وستنهار قريبًا، وفي المقابل قام العديد من الأفراد بالاستثمار فيها آملين أن تشهد ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها، وبين ذلك وذاك يقف البعض في حيرة من أمرهم بشأن "البيتكوين" غير قادرين على تحديد مصيرها.
ما هي البتكوين:
"البيتكوين" عملة رقمية إلكترونية افتراضية، ليس لها أي وجود مادي، إذ تداولها بعض المبرمجين بصناعتها والتعامل بها عبر الإنترنت فقط.
وقد ظهرت العملة الافتراضية أول مرة عام 2009، اخترعها شخص أطلق على نفسه اسم "ساتوشي ناكاموتو"، وصفها بأنها نظام نقدي يعتمد على التعامل المباشر بين المشتري والبائع دون وجود وسيط بينهما، وفي عام 2016 كشف رجل الأعمال الأسترالي "كريج رايت" عن شخصيته الحقيقية كمخترع لعملة "البتكوين".
التعدين!
بما أن "البتكوين" هي عملة افتراضية فلا توجد أي سلطة أو هيئة تنظيمية تقوم بإصدارها، ويقوم المبرمجين بإنتاجها خلال عملية تسمى بالتعدين، فقط يتطلب الأمر وجود إتصال قوي بشبكة الإنترنت وجهاز كمبيوتر مناسب. وتتضمن عملية التنقيب أو التعدين على استخدام برامج بعمليات مقعدة تسمح للمبرمجين بإنتاج العملة الإلكترونية، ولكن أصبح الأمر أكثر تعقيدًا خلال الفترة الماضية نظرًا لكثرة عدد الأشخاص الذين يقومون بعملية التعدين حول العالم.
"البتكوين" بين القبول والرفض
يرى البعض أن "البتكوين" لها العديد من المزايا فهي تتمتع بقدر عالٍ من السرية والخصوصة حيث أنها لا تخضع لرقابة أي مؤسسات مالية، وكذا انها عملة عالمية لا ترتبط بموقع جغرافي معين حيث يمكن التعامل بها في أي مكان في العالم.
والبعض يفضلها نظرًا لعدم وجود وسيط بين الشاري والبائع فهي مجرد أكواد تنتقل من محفظة للأخرى من خلال توقيع إلكتروني غير قابل للتزوير أو التغيير، كما أنها تتمتع بالندرة إلى حد ما حيث أن مخترع "البتكوين" أقر بأنه سوف يتم إصدار 21 مليون وحدة منها فقط حتى عام 2040.
وفي المقابل يقف المعارضين بأسباهم ودوافعهم لرفض تلك العملة، حيث أن تشفير "البتكوين" يجعلها مجال آمن لأي عملية إجرامية أو مشبوهة، نظرًا لعدم خضوعها لأية رقابة من أي نوع.
هذا بالإضافة إلى أن العملة في الأساس لا تستند إلى أي أصول حتى يمكن توقع ارتفاع أو انخفاض قيمتها، وبالفعل تشهد "البتكوين" تقلبات كثيرة في قيمتها فأحيانًا تنخفض قيمتها إلى النصف أو ترتفع إلى الضعف!
كما أن البعض في البداية كان يرى أن هوية مخترع العملة "ساتوشي ناكاموتو" غير مطمئنة، فقد يكون فرد واحد أو منظمة تعمل في الخفاء أو دولة بأكملها مما قد يغير مراكز القوى على الخريطة!
المنافسة
تشهد "البتكوين" منافسة بينها وبين عملتي "الإيثريوم" و"الريبل" وهم يعدو ثاني أكبر عملتين رقيميتين بعد "البتكوين" ولكن تظل "البتكوين" العملة الأعلى سعرًا والأكبر في القيمة السوقية، نظرًا لكونها أول عملة رقمية في العالم.
سعر "البتكوين"
تجاوز سعر "البتكوين" خلال اليومين الماضيين للمرة الأولى حاجز الـ 40 ألف دولار، وأرجع البعض ذلك إلى إعلان منصة "باي بال" السماح للدفع عبر الإنترنت بواسطة العملة المشفرة.
يُذكر أن أول سعر تداول بين البيتكوين والدولار كان يساوي 0.001 دولار.
مصير”البتكوين”
بعد رؤية تذبذب أسعار العملة الرقمية خلال السنوات الماضية، لايمكن لأحد التنبأ بمصير “البتكوين" فالأمر يتوقف على القبول العالمي لها أو انهيارها بشكل كامل.