مبادرة رواد النيل ترعى ورشة عمل لدعم رواد الأعمال في المحافظات
في إطار جهود البنك المركزي المصري الداعمة لريادة الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وأصحاب الافكار المبتكرة ونشر ثقافة الشمول المالي، نظم البنك المصري لتنمية الصادرات ورشة عمل لدعم رواد الأعمال في المحافظات.
وشارك في ورشة العمل، التي نظمت تحت رعاية مبادرة رواد النيل الممولة من البنك المركزي، تحت عنوان "حلم ودعم"، ممثلين عن البنك المركزي ومبادرة رواد النيل، وميرفت سلطان رئيس مجلس إدارة البنك المصري لتنمية الصادرات، وياسمين الحسيني رئيسة قطاع التخطيط الإستراتيجي بالبنك، وأحمد عبد العاطي رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك، ونحو 40 رائد ورائدة أعمال وأصحاب مشروعات.
وقال خالد بسيوني رئيس وحدة الشمول المالي بالبنك المركزي المصري، إن البنك المركزي يولي أهمية كبيرة بريادة الأعمال وتذليل العقبات التي تواجه رواد الأعمال، وذلك عبر التواصل بشكل مباشر مع الجهات العاملة في منظومة ريادة الأعمال بداية من الشباب أنفسهم مرورًا بالجهات لمساعدة الشباب في تحقيق أحلامهم كي يصبحوا أصحاب مشروعات.
وأضاف أن البنك المركزي يفتح أبوابه أمام الشباب ورواد الأعمال للإستماع إلى مقترحاتهم، مشيرًا إلى أن البنك المركزي يتبنى العديد من المبادرات لدعم الشمول المالي وريادة الأعمال، ومنها مبادرة رواد النيل التي تتواصل بشكل مباشر مع الشباب ورواد الأعمال وأصحاب الأفكار من الشباب والطلبة والخريجين وأصحاب المشروعات الناشئة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وأوضح رئيس وحدة الشمول المالي بالبنك المركزي، أن الشباب المصري هو شباب طموح ويجب ألا يتوقف هذا الطموح عند حد معين أو عند مواجهة التحديات والصعوبات، وعلينا مساعدتهم وتقديم الدعم لهم، عبر التدريب والتثقيف والتوعية، بل يمتد الأمر إلى أبعد من ذلك بكثير عن طريق مساعدتهم في تأسيس مشروعاتهم وتشغيلها والنجاح فيها وتأهيلهم أيضًا للحصول على التمويل.
وأشار إلى أن أحد أهم أولويات مبادرات البنك المركزي لدعم الشباب وتحقيق الشمولي المالي، هو دعم وتنمية الفرد، والذي بدوره يؤدي إلى تنمية المجتمع وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة والمستدامة.
من جانبها، شددت ميرفت سلطان رئيس مجلس إدارة البنك المصري لتنمية الصادرات، على أهمية قطاع الشركات الناشئة ومتناهية الصغر والصغيرة، والتي هي نواة لكيانات كبرى فيما بعد، مشيرة إلى أن هذا القطاع يعد عصب الاقتصاد القومي لأي دولة، وهو ما يجعله يحظى باهتمام كبير في مصر، وأطلق البنك المركزي مبادرات عديدة لدعمه ومساعدته.
وقالت إن ريادة الأعمال تلعب دورًا كبيرًا في مستقبل الدول، ومع تغير المفاهيم حاليًا، وبدلًا من البحث عن وظيفة، أصبح البحث عن مشروعك الخاص هو سمة العصر، مشيرة إلى أهمية الشمول المالي وريادة الأعمال، ودور مبادرة رواد النيل التي يمولها البنك المركزي المصري في دعم الشباب وأفكارهم ومساعدتهم على تنفيذ مشروعاتهم.
وأوضحت أن البنوك بات لها دورًا مجتمعيًا كبيرًا بخلاف دورها التمويلي، إذ أصبحت الأنشطة المالية غير المصرفية ركنًا أساسيًا من اهتماماتها، وهو دور تلعبه مبادرة رواد النيل بحيوية كبيرة ومع التميز التاريخي والجغرافي والديموغرافي، الذي تحظى به مصر والإمكانات المتوفرة، وفي ظل تطور التكنولوجيا سواء على صعيد التكنولوجيا المالية وغيرها أصبح في إمكان الشباب النجاح شريطة الاجتهاد والعمل لتحقيق الهدف.
وأشارت إلى أن القطاع المصرفي يساند الأفكار الابتكارية وأصحاب المشروعات المبتدئة والناشئة على تأسيس مشروعاتهم بشكل مدروس، ويقدم يد العون لهم في المجالات كافة، ولم يعد الأمر مقتصرًا فقط على التمويل.
وقال الدكتور أحمد حسني مدير برنامج مراكز تطوير الأعمال بمبادرة رواد النيل الممولة من البنك المركزي، إن البنك المركزي أطلق العديد من المبادرات الداعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر باختلاف أنواعها، وبعائد تفضيلي تراوح بين 5 و7 و8 في المئة، وخصص مئات المليارات لدعم هذه القطاعات.
وأضاف أن التحدي لم يكن مقتصرًا على التمويل، بل كان هناك فجوة في المعرفة، وكانت هذه المشكلة هي التحدي الأكبر أمام الشباب والقطاع المصرفي للإقدام على تمويل أي مشروع، بداية من معرفة كيفية الوصول إلى التمويل وكيفية إدارة النشاط وقبلها مراحل بلورة الأفكار ودراسة السوق وعمل دراسات الجدوى وكيفية الاستمرارية والاستدامة، ومن هنا جاءت مبادرة رواد النيل التي أطلقها البنك المركزي في 2019، وهي مبادرة قومية هدفها الرئيس تحسين بيئة عمل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والناشئة.
وأوضح أن مراكز تطوير الأعمال بمبادرة رواد النيل تقدم العديد من الخدمات غير المالية لمساعدة الشباب على تنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى واقع بداية من مرحلة تكوين الفكرة والتقييم والتحليل المالي وتأسيس المشروع وتوفير التدريب وورش العمل وتيسير الحصول على التراخيص وإعداد دراسات الجدوى والتشبيك مع الموردين والأسواق وتيسير الحصول على التمويل وقبل كل ذلك نشر المعرفة والتثقيف.
وأشار إلى أن مراكز تطوير الأعمال تقدم خدماتها "مجانًا" للشباب في أكثر من 16 محافظة، وعبر 24 مركزًا بالتعاون مع 11 بنكًا بالجهاز المصرفي المصري، يتواجد فيها أكثر من 100 أخصائي تطوير أعمال مؤهلين وعلى أعلى درجة من الكفاءة، لافتًا إلى أنه يمكن عبر الموقع الإلكتروني لمراكز تطوير الأعمال بمبادرة رواد النيل التواصل مع أي إخصائي سواء عبر التواصل المباشر أو إلكترونيًا.
بدوره، قال أحمد عبد العاطي مدير منطقة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمدير المسؤول عن مبادرة رواد النيل بالبنك المصري لتنمية الصادرات، إن الاهتمام المتزايد من البنك المركزي بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بداية من 2015، وبعد صدور تعريف موحد لهذا القطاع، انعكس إيجابيًا على دوره في الإقتصاد المصري، وشهدت أرقامه طفرة كبيرة في التمويل والتشغيل.
وأضاف أن مبادرات البنك المركزي المتعددة لدعم هذا القطاع، تهدف إلى إحداث التنمية الاقتصادية الشاملة، وهو ما جعل المركزي يلزم البنوك بجزء من محفظتها الائتمانية يصل إلى 20% من إجمالي الإئتمان الممنوح لتوجه نحو المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، قبل أن يرفع هذه النسبة إلى 25 في المئة من إجمالي المحفظة قبل عدة أشهر ما يؤكد الاهتمام المتزايد بهذا القطاع.
وأوضح أن الملاحظ في مبادرات البنك المركزي هو الاهتمام بشكل أكبر بالأنشطة الإنتاجية والصناعية والزراعية والتصنيع الزراعي والصناعات التصديرية بجانب قطاعات أخرى، وهو ما يضاعف الاستفادة من هذه المبادرات في التنمية الاقتصادية ودعم الإنتاج وخلق فرص العمل.
ولفت إلى أن الصناعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر تعد بمثابة شريان الحياة للصناعات الكبرى، إذ تغذيها باحتياجاتها، ما يجعلها قاطرة النمو الحقيقي، وتساعد على تخفيف العبء في توفير العملات الأجنبية اللازمة لتوفير خامات الإنتاج عبر توفير هذه الخامات محليًا، كما تسهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في توظيف 80% من القوى العاملة.
وأشار إلى ان بنك تنمية الصادرات يشارك في مبادرة رواد النيل القومية بهدف المساهمة في تطوير الأعمال للشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في مراحلها المختلفة، بداية من مرحلة الفكرة وحتى مرحلة النمو والنضوج، وتسهم المبادرة في دمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، وهو أحد أهم أهداف الشمول المالي، عبر تثقيف الشباب ماليًا ومصرفيًا وتمكينهم من تأسيس مشروعاتهم الخاصة.
وذكر عبد العاطي أن بنك تنمية الصادرات، أنشأ وحدتين لتطوير الأعمال الأولى بالقاهرة بمنطقة فيصل التي تتسم بكثافة سكانية مرتفعة وكثيفة العمالة، والثانية بمنطقة برج العرب بالإسكندرية القريبة من منطقة صناعية وميناء الإسكندرية، ونجحت هذه المراكز في تقديم أكثر من 1500 خدمة استفاد منها أكثر من 500 شاب ورائد أعمال، وتم تحويل عدد 70 مستفيد منهم إلى قطاعات التمويل وحصلوا على نحو 60 مليون جنيه.
وأوضح عبد العاطي أن البنك يرعى حاضنة تصميم مواد التعبئة والتغليف، بهدف مساعدة المصممين ورواد الأعمال على عمل تصميمات مبتكرة لتطوير التصميم الخارجي للمنتجات بجودة عالية بغرض منافسة المنتجات العالمية، ما يزيد من فرص التصدير واستغلال طاقات الشباب، وذلك بالتعاون مع جامعة النيل ومركز تحديث الصناعة وغرفة التعبئة والتغليف باتحاد الصناعات.