معلومة بنكيه.. يعني إيه الاحتياطي النقدي الأجنبي؟
الكاتب
المصطلحات البنكية بات يتردد صداها كثيرا في مصر خلال الفترة الأخيرة،
ورغم عمق وأهمية العديد من تلك المصطلحات قد لا يعرفها المواطن البسيط، رغم أنه أكبر
المتأثرين بها.
"بنكي" يستعرض من خلال خدمة معلومة بنكية أهم المصطلحات الاقتصادية
ومحاولة تبسيطها للقارئ العادي، وكشف أهميتها على جيوب المصريين.
ما هو الاحتياطي النقدي الأجنبي؟
الاحتياطيات الدولية، أو احتياطي النقد الأجنبي، هي الودائع والسندات من
العملات الأجنبية التي تحتفظ بها البنوك المركزية والسلطات النقدية من أجل دعم العملة
ودفع الديون المستحقة على الدولة.
ويحتفظ بهذه الأصول في البنك المركزي بمختلف العملات، ومعظمها بالدولار
الأميركي، وبدرجة أقل بالعملة الأوروبية الموحدة (اليورو) والجنيه الإسترليني والين
الياباني.
ويتكون الاحتياطي النقدي مما يحوزه البنك المركزي من عملات أجنبية، بالإضافة
إلى ما يملكه من رصيد ذهبي، ووحدات حقوق السحب الخاصة، فضلا عن صافي مركز الاحتياطي
لدى صندوق النقد الدولي.
أين يستخدم الاحتياطي؟
يستخدم احتياطي النقد الأجنبي للوفاء بالالتزامات المالية، مثل الديون
وتلبية الحاجة لتمويل ميزان المدفوعات أو التدخل في أسواق الصرف للتأثير على سعر صرف
العملة، أو غير ذلك من الأغراض ذات الصلة.
ويعد الاحتياطي النقدي وسيلة للمدفوعات الدولية الرسمية ومنها تمويل عمليات
الاستيراد، وكانت سابقا فقط من الذهب وأحيانا من الفضة، لكن في إطار نظام "بريتون
وودز" اعتمد الدولار الأميركي عملة للاحتياطي النقدي، وأصبح أيضا جزءا من أصول
الاحتياطي الدولي الرسمي للدول.
ما الذي يعنيه وجود احتياطي قوي؟
تسعى معظم دول العالم، خاصة النامية منها، إلى زيادة احتياطيات الـنقد
الأجنبي بهدف تحقيق عدة أهداف، منها القدرة على التأثير في أسعار الصرف وتوفير بيئة
اقتصادية مستقرة، وتعزيز ثقة الدائنين والمستثمرين الأجانب في الاقتصاد الوطني وفي
أهلية البلد بخصوص الوفاء بالتزاماته المالية الخارجية.
بالإضافة إلى تجنب الاستدانة من الخارج في حال وجود نفقات غير متوقعة تستلزم الأداء مقابل عملات أجنبية.
أهمية الاحتياطي
تعزز حيازة احتياطيات كبيرة من النقـد الأجنبي ثقة الدائنين والمؤسسات
المالية الدولية، وتشجع وكالات التصنيف الائتماني على إصدار تصنيفات ائتمانية جيدة؛
وذلك لأن احتياطي النقد الأجنبي يبقى مقياسا مهما يمكن أن يعكس مستوى الجدارة الائتمانية
للدولة وقدرته على سداد ديونه الخارجية.
وتلعب احتياطيات النقد الأجنبي دورا مهما في مواجهة الصدمات الخارجية والأزمات
الاقتصادية التي يمكن أن تعصف بالدول.
موقف الاحتياطي المصري
كانت مصر تمتلك نحو 36 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبـي قبل ثورة
2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي صاحبها فترة من الاضطراب السياسي
الذي أبعد السائحين والمستثمرين الأجانب، وتعد السياحة والاستثمار الأجنبي مصدرين رئيسيين
للنقد الأجنبي في البلاد.
ووفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، سجل الاحتياطي النقدي الأجنبي المصري
42.5 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضي.
وحققت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي قفزة كبيرة في عهد محافظ البنك المركزي الحالي، طارق عامر، الذي تولى رئاسة أهم مؤسسة مالية في مصر نهاية 2015.
وسجل الاحتياطي زيادات متتالية في عهد المحافظ الحالي، طارق عامر، بعد أن هبطت كثيرا منذ ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وكانت الاحتياطات تبلغ وقتها نحو 36 مليار دولار.
وبحسب بيانات المركزي، فإن الاحتياطي لم ينخفض طوال الفترة التى تولى فيها
طارق عامر رئاسة البنك المركزي سوى شهري يوليو وأكتوبر 2016، وديسمبر 2018.
وارتفعت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي لأكثر من 26 مليار دولار منذ تولي
طارق عامر مهام منصبه محافظًا للبنك المركزي، رغم ضخّ مليارات الدولارات في السوق؛
لتلبية احتياجات الدولة من العملات الصعبة، بخلاف سداد الالتزامات الخارجية.