تقرير : تراجع عائد سندات الخزانة لأجل 10سنوات للأسبوع الرابع على التوالي
أصدر البنك المركزي اليوم الأربعاء، النشرة الدورية للتعليق على تطورات أسوق الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي.
حيث أنهت الأسهم الأسبوع عند مستويات قياسية، على الرغم من موجات البيع المكثفة التي شهدتها الأسواق في بداية الأسبوع، وجاء هذا الارتفاع بدعم من اعلان الشركات الكبرى لنتائج أعمالها والتي تضمنت تحقيق أرباح، مما عوض عن المخاوف المتعلقة بمتحور دلتا.
وفي أوروبا، كشف البنك المركزي الأوروبي عن توجيهات مستقبلية جديدة، والتي أشارت إلى أن أسعار الفائدة ستظل منخفضة لفترة أطول وأن أي تغيير في السياسة سيكون نتيجة لظروف الاقتصاد الكلي.
تحركات الأسواق
سوق السندات
استمرت سندات الخزانة في الارتفاع وفي بداية الأسبوع، سجلت سندات الخزانة مكاسب بشكل ملحوظ بعد أن اتجه المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن حيث أدت حالة عدم اليقين المتعلقة بمتحور "دلتا" إلى إثارة المخاوف بشأن قوة الانتعاش المتوقع.
وفي وقت لاحق من الأسبوع، تعرضت سندات الخزانة لخسائر متواضعة حيث بدأت تلك المخاوف في التلاشي.
وتراجع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات للأسبوع الرابع على التوالي، حيث شهد معدل العائد للسندات ذات أجل 10 سنوات انخفاضاً حادأً للغاية في بداية الاسبوع، لتسجل سندات الخزانة أكبر مكاسب يومية منذ شهر فبراير، تلاها ارتفاع استمر لجلستي تداول، قبل أن تنخفض مرة أخرى خلال نهاية الأسبوع.
ويتم تداول السندات لأجل عشر سنوات حاليًا بمقدار 22 نقطة أساس دون مستوي 1.50% و 46 نقطة أساس دون أعلى مستوياتها خلال الوباء والبالغة 1.742%، والتي وصلت إليها في 31 مارس 2021.
وفي سوق المال، ظل الطلب على تسهيلات إعادة الشراء العكسي للاحتياطي الفيدرالي في ارتفاع ، حيث ارتفع إلى 877.251 مليار دولار، وان كان لا يزال أقل بنسبة 11% من مستوى الاستخدام اليومي القياسي البالغ 991.939 دولارًا والمسجل في 30 يونيو 2021.
العملات
سجل مؤشر الدولار مكاسب لثاني أ أسبوع علي التوالي، متفوقًا على معظم أقرانه في مجموعة العشر دول الكبار، بعد أن شهد بداية الأسبوع تقلبًا حادًا في الأسواق نتيجة انتشار التحور الجديد من فييروس كورونا " دلتا"، مما دفع المستثمرين إلى التوجه إلى عملة الملاذ الآمن.
وانخفض اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 0.30% و 0.14% على التوالي، على خلفية صعود الدولار ومع استيعاب المستثمرين لتصريحات لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي وكذلك تعليقات مسؤولي بنك إنجلترا والتي أشارت الى الاستمرار في السياسة التيسيرية.
كما تراجع الذهب بنسبة 0.55% على الرغم من اتجاه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن مع ارتفاع الدولار. وعلى الرغم من الخسائر، لا يزال سعر الذهب فوق مستوى 1800 دولار للأوقية.
أسواق الأسهم
أنهت أسهم الأسواق المتقدمة تداولات هذا الأسبوع الذي اتسم بالتقلبات، مسجلة مستويات قياسية جديدة.
وشهدت بداية الأسبوع موجات بيع مكثفة بأسواق الأسهم على مستوى العالم، حيث أثارت انتشار سلالة كورونا الجديدة المعروفة باسم "دلتا" المخاوف بشأن وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي, علاوة على ذلك كانت هناك مخاوف من أن أرباح الشركات الفصلية قد بلغت ذروتها بالفعل, ومع ذلك، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، شهدت الأسهم ارتداداً قويًا بعد أن دفعت أرباح الشركات الفصلية القوية الأسهم إلى الإغلاق عند مستويات قياسية مرتفعة.
وسجلت جميع المؤشرات الأمريكية الكبرى مستويات قياسية جديدة على الرغم من انتشار سلالة "دلتا"، والمخاوف الناجمة عن التضخم.
كما حقق مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 ارتفاعا بنسبة 1.96% على الرغم من أنه شهد يوم الإثنين أسوأ يوم له خلال شهرين، لينهي بذلك الأسبوع مسجلًا مستوى قياسي جديد بلغ 4,411.79 نقطة.
وعلى نفس الوتيرة، ارتفع مؤشري ناسداك المركب Nasdaq لأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى وداو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 2.84% و1.08% على التوالي، لينهوا بذلك الأسبوع عند مستوى 14,836.99 نقطة و35,061.55 نقطة بالترتيب، حيث استمر انعكاس الانتعاش القوي للنشاط الاقتصادي على تقارير أرباح الشركات الفصلية.
وتراجع مستوى تقلبات الأسواق مع انخفاض مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق إلى 17.2 نقطة، على الرغم من ارتفاعه 4.5 نقطة يوم الاثنين وسط عمليات بيع مكثفة واسعة النطاق، ولكنه لا يزال أقل من متوسطه في عام 2021 والبالغ 20.19 نقطة.
وبالمثل في الأسواق الأوروبية، أنهى مؤشر STOXX 600 الأسبوع مرتفعا بنسبة 1.49%، بعدما شهد المؤشر يوم الإثنين أسوأ يوم له في العام (-2.30%) وسط عمليات البيع المكثفة بسوق الأسهم العالمية.
وفيما يتعلق بالأسواق الناشئة، أنهى مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM الأسبوع على انخفاض بلغ نسبته 2.15%، مع تراجع الأسهم الصينية على احتمالات خلفية افرض إجراءات صارمة على الشركات المحلية، بما في ذلك شركة " Didi " عملاق خدمات النقل الذكي، بسبب مخاوف متعلقة بالأمن السيبراني.
البترول
ارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع، على الرغم من انخفاضها بشدة (-6.75%) يوم الإثنين مع تركيز المستثمرين على الاتفاق التي توصلت إليه (أوبك +) الأحد الماضي لزيادة الإنتاج، حيث ستزيد المجموعة إنتاج النفط بدءًا من أغسطس وحتى ديسمبر 2021 باجمالي زيادة تدريجية تصل الى 2 مليون برميل يوميا، بواقع 400,000 برميل يوميًا كل شهر.
علاوة على ذلك، تفاقمت الخسائر في بداية الأسبوع بسبب ارتفاع حالات الإصابة والوفيات جراء سلالة فيروس كورونا الجديدة "دلتا"، مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن وتيرة التعافي الاقتصادي. وبعد الخسائر الكبيرة يوم الاثنين، ارتفع النفط لبقية الأسبوع.
وتحققت مكاسب النفط بعد عودة شهية المستثمرين تجاه الاصول ذات المخاطر، وبعد اتجاههم لشراء الأسهم بالأسعار المنخفضة التي شهدتها الأسواق يوم الإثنين. واستمرت مكاسب النفط بقية الأسبوع، حيث اتجه تركيز السوق إلى توقعات ارتفاع الطلب على النفط على خلفية التعافي الاقتصادي طويل الأجل، وهو ما يُتوقع أن يفوق زيادات الإنتاج التي اقترحتها (أوبك +).
ومن الجدير بالذكر أن بيانات معهد البترول الأمريكي (API) وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أظهرت زيادة في مخزون النفط الخام للمرة الأولى منذ مايو، إلا أن الأسواق تجاهلت هذه البيانات إلى حد كبير.