صندوق النقد العربي ينظم دورة عن السياسات الرامية إلى الاستقرار المالي والاقتصادي
افتتحت اليوم الدورة التدريبية عن "السياسات الرامية إلى الاستقرار المالي والاقتصادي" التي ينظمها معهد التدريب وبناء القدرات بصندوق النقد العربي، خلال الفترة 12 - 16 سبتمبر 2021، عبر أسلوب التدريب عن بعد الذي انتهجه الصندوق استمراراً لنشاطه التدريبي.
ويعد تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي من أهم الأهداف الاقتصادية في جميع الدول، لذلك تفرد السياسات الاقتصادية الكلية، سواء كانت مالية أو نقدية، مساحات كبيرة لتلك السياسات التي تستهدف تحقيق الاستقرار، وفي هذا الإطار، تهدف الدورة إلى تعميق فهم المشاركين لعمليتي تصميم وتنفيذ السياسات الاقتصادية الكلية الرامية إلى الاستقرار المالي والاقتصادي، بالاستفادة من خبرة الصندوق في تصميم البرامج المالية وإسداء المشورة الفنية إلى البلدان الأعضاء بما يعزز جهوده في توفير الدعم المالي وتطوير القدرات لتعزيز مسيرته في الإصلاح الاقتصادي.
كما تركّز الدورة على أهمية التنسيق بين السياسات الاقتصادية من أجل التوصل إلى استقرار اقتصادي تتجلى مظاهره في استمرار تحقيق معدلات نموّ اقتصادي مستقرة وعند المعدلات المأمولة، وكذلك في استقرار المستوى العام للأسعار.
واكتسبت الإصلاحات الاقتصادية على الأصعدة المختلفة في كثير من الدول العربية اهتماماً متعاظماً في ظل المستجدات الاقتصادية الإقليمية والدولية وتداعياتها على مجمل الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية وما نتج عنها من اختلالات داخلية وخارجية، تطلب احتوائها تبني إصلاحات اقتصادية ومالية ومؤسسية بدرجات متفاوتة، خاصة خلال الظروف الراهنة، وما ترتب عنها من تحديات على صعيد الميزانيات العامة، ومتطلبات تعزيز الاستقرار المالي وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.
وقال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، إن استجابة صندوق النقد العربي بتنظيم هذه الدورة التدريبية لخدمة حاجيات الدول العربية الأعضاء في إطار مبادرة الإحصاءات العربية "عربستات"، بهدف تطوير قدرات المشاركين في النمذجة ومعرفتهم بالطرق القياسية المتقدمة، المطبقة على بيانات واقعية باستخدام البرمجيات الإحصائية المتخصصة.
وأضاف أن التخطيط السليم ورسم السياسات الاقتصادية يتطلب توفر بيانات شاملة وموثوقة لاستخدامها في التحليل والقيام بالتقديرات اللازمة وبناء الخطط الاقتصادية المُستقبلية. في هذا الإطار، يعمل صندوق النقد العربي عبر مبادرة "عربستات" والمبادرات الأخرى، على التعرف على احتياجات الدول العربية الأعضاء بصفة دورية عن طريق استبيانات تُرسَل إليهم للحصول على مرئياتهم بخصوص المواضيع والقضايا ذات الأولوية بالنسبة لهم.
في ضوء نتائج هذه الاستبيانات، يُبرمج صندوق النقد العربي دوراته التدريبية ويحدد برامجه للمعونة الفنية وبعثاتها المُشتركة مع المؤسسات الإقليمية والدولية، بهدف بناء القدرات والمساعدة على تطبيق الأدلة والمنهجيات المتعارف عليها دولياً.