الدولار ينهي تداولات الشهر دون تغيير.. ومؤشر ستاندرد آند بورز يسجل أفضل أداء له
أصدر البنك المركزي المصري النشرة الدورية المختصرة، والتي تضمنت رصدا لمؤشرات الاقتصاد العالمي وتحليل لأهم الأحداث المؤثرة اقتصاديا خلال شهر أكتوبر 2021.
وتسلطت الأضواء هذا الشهر على ارتفاع عوائد سندات الخزانة، وحركة منحنى العائد، والمخاوف من التضخم المصحوب بالركود، وسياسات البنوك المركزية.
وأظهر بنك كندا ميلًا نحو تشديد السياسة النقدية في قراره الأخير، حيث أنهى برنامج شراء السندات وأشار إلى رفع سعر الفائدة في وقت أقرب من المتوقع، ومن ناحية أخرى، أبقى البنك المركزي الأوروبي على سياسته النقدية التيسيرية كما كان متوقعًا، حيث خالفت ريستين لاجارد توقعات الأسواق بشأن رفع سعر الفائدة.
وتسبب موقف بنك كندا الذي يميل إلى تشديد السياسة النقدية في استقامة منحنى العائد حول العالم، حيث بدأ المستثمرون الاستعداد لرفع البنوك المركزية حول العالم لأسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا. وازدادت استقامة منحنى العائد سوءاً بسبب صدور بيانات التضخم، والتي أظهرت استمرار ارتفاع التضخم حول العالم وسط صدور بيانات تشير إلى احتمالية حدوث تباطؤ في النمو، وبالانتقال إلى الأصول، بعد هدوء أسواق الأسهم في شهر سبتمبر، ارتفعت في أكتوبر محققة مستويات قياسية جديدة، حيث سجل مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 أفضل أداء شهري له هذا العام.
وجاء ارتفاع الأسهم مدعومًا بأرباح الشركات الفصلية، وزيادة شهية المستثمرين تجاه الأصول الخطرة، في الوقت الذي يحاول فيه قادة الكونجرس التوصل إلى اتفاق حول حزمة الإنفاق الكبيرة. ساعدت الزيادة في أسعار الطاقة على دعم الأسهم أيضاً وذلك بفضل ارتفاع أسهم قطاع الطاقة.
وأنهى الدولار تداولات الشهر دون تغيير تقريبًا، حيث قوبل ارتفاع معدل التضخم ووجود توقعات برفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع بالمخاوف حيال معدلات النمو.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت أسعار الذهب بسبب ميل المستثمرين نحوه باعتباره واحداً من أصول الملاذ الآمن وذلك للتحوط ضد مخاطر التضخم، وارتفعت أسعار النفط على خلفية أزمة الطاقة حيث أشارت منظمة أوبك + إلى أنها لن ترفع معدلات الإنتاج لمواجهة الارتفاع في أسعار الطاقة. وقد ساهم ارتفاع أسعار النفط في زيادة التضخم.
وعلى صعيد المعادن النفيسة، أنهى الذهب تداولات الشهر بارتفاع 1.50%، ليعكس اتجاه الخسائر الذي اتخذه خلال الشهرين الماضيين حيث دعمت المخاوف حول التضخم وتوقعات النمو زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن.
ودفعت هذه الظاهرة المستثمرين إلى الاعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في التفكير في رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا، ويعكس عائد العقود الآجلة(Eurodollars) توقعات بارتفاع قوي وتشير العقود الآجلة لليورو والدولار إلى حدوث رفع أكثر من مرتين لأسعار الفائدة حتى نهاية عام 2022.
وعلى المستوى القطاعي، حققت جميع قطاعات مؤشر ستاندرد آند بورز الأحد عشر مكاسب خلال الشهر للمرة الأولى منذ أبريل 2021. وقادت مكاسب شهر أكتوبر قطاعات السلع الاستهلاكية (+ 10.9%) والطاقة (+ 10.2%) وتكنولوجيا المعلومات (+8.1%) على الرغم من المخاوف المستمرة من التضخم / الركود التضخمي، أنهت المؤشرات الرئيسية للبورصة الامريكية الشهر على ارتفاع حيث أدت موافقة مجلس الشيوخ على رفع سقف الدين العام مؤقتا إلى ارتفاع الأسهم في بداية الشهر وقد ساعد موسم صدور تقارير الأرباح الإيجابية الأسهم على الحفاظ على مسار صعودي قوي خلال الشهر.
ومن حيث الإيرادات، تمكنت 75% من الشركات التي أعلنت نتائج أعمالها من تجاوز تقديرات الإيرادات للمحللين، والتي تعد أيضًا أعلى من المتوسط التاريخي لمدة 5 سنوات البالغ 67%.
ودعمت نتائج أرباح الربع الثالث القوية سوق الأسهم وساعدتها على التعافي من خسائر سبتمبر. وقد أعلنت 56% من الشركات المدرجة بمؤشر ستاندرد أند بورز نتائج أعمالها الفصلية في أكتوبر: حقق 82% منها ربحية فعلية أعلى من ربحية السهم المتوقعة (أرباح إيجابية بصورة مفاجئة)، وهي نسبة أعلى من المتوسط التاريخي لمدة 5 سنوات البالغ 76%.
وبالمثل، أغلق مؤشر داو جونز تداولات الشهر أيضًا عند مستويات قياسية. وفي الوقت نفسه، سجل مؤشر راسل 2000 للأسهم الصغيرة صعوداً بقياس شهري، لكنه لا يزال بعيدًا بنسبة 2.67% (62.98 نقطة) عن أعلى مستوى له المسجل في 15 مارس 2021 والبالغ 2360.17 نقطة.
وعلى مستوى المؤشرات، كان مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 من بين أكبر الرابحين في الأسواق المتقدمة، مدعومًا بموسم الأرباح الفصلية القوي. وفي الوقت نفسه، تفوق أداء مؤشر ناسداك المركب للأسهم التكنولوجية الكبرى مقارنة بنظرائه في الولايات المتحدة، على الرغم من نتائج الأرباح المخيبة للآمال الصادرة من الأسهم التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وأبل. أغلق كلا المؤشرين تداولات الشهر عند مستويات قياسية.
وامتد الأداء الإيجابي إلى الأسواق المتقدمة الأخرى حيث حقق مؤشري CAC 40 الفرنسي، و FTSE 100 البريطاني مكاسب كبيرة على مدار الشهر ليقلصا المسافة الى معدلاتهما القياسية السابقة إلى 1.33% (92 نقطة) و 8.12% (640 نقطة)، على التوالي، اتبعت الأسواق الأوروبية مسار نظرائها في الولايات المتحدة، حيث أغلق مؤشر STOXX Europe 600 مقترباً من أعلى مستوياته القياسية البالغ 475.83 والذي سجله في 13 أغسطس. أغلق مؤشر داكس الألماني أيضًا على ارتفاع حيث تلقى دعماً من جانب الأرباح القوية وتوقعات رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي والتي دعمت بعض الأسهم في القطاع المصرفي.