رئيس التحرير
محمد صلاح
الأخبار

طلعت: التحول الرقمي ضرورة حتمية لتحسين الخدمات وحوكمة الأداء ودعم اتخاذ القرار

وزير الاتصالات خلال مشاركته في ندوة مصر الرقمية رؤية وتنفيذ
وزير الاتصالات خلال مشاركته في ندوة مصر الرقمية رؤية وتنفيذ
هل الموضوع مفيد؟
شكرا



قال عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الجائحة ساهمت في تسريع وتيرة التحول الرقمي ونمو الطلب على صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا أن أبرز سمات الواقع الجديد بعد الجائحة هو تكريس أهمية التحول الرقمي كنموذج عمل أساسى ومحرك لتنمية أعمال القطاع الخاص، بالإضافة إلى تغير طبيعة الوظائف فى ضوء التوقعات بنمو الطلب على المتخصصين فى علوم البيانات والأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى وغيرها من الوظائف التكنولوجية.

وأضاف أن العصر الحالى يشهد تناميًا فى أهمية البيانات كثروة محركة للتقدم وخدمة المواطنين فيما يبرز تحدى التأكد من دقة البيانات، إذ زادت الحاجة إلى نظم الذكاء الاصطناعى لمضاهاة البيانات وتصحيحها على نحو رقمى.

وجاء ذلك فى كلمة عمرو طلعت، مساء أمس، خلال ندوة "مصر الرقمية رؤية وتنفيذ" التى نظمتها الجامعة الألمانية فى القاهرة بحضور ياسر حجازى رئيس الجامعة، ونهاد زكرى مدير إدارة تخطيط السياسات الدولية بالجامعة، والسادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة.

وفى كلمته خلال الجلسة، أكد عمرو طلعت أن التحول الرقمى هو الدعامة الأساسية فى تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة ومواجهة تحديات المناخ وزيادة كفاءة المنظومات الإدارية وتوفير فرص العمل، موضحًا أنه وفقًا لتحليلات بيوت الخبرة فلقد قامت الجائحة بتقليص مدة عملية تبني التكنولوجيا للأفراد والشركات إلى خُمس المدة المطلوبة قبل الجائحة، ووفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فإن ما يقرب من 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة عالميًا كثفت جهودها للتحول الرقمى، فيما أظهرت إحصاءات مختلفة زيادة نسب استخدام الإنترنت أثناء الجائحة بنسب بين 50 – 70 % مقارنة بمستويات الاستخدام قبل الجائحة، فضلاً عن تنامى استهلاك المواطنين للمحتوى الرقمي وبناء الشركات والأفراد للمنصات الرقمية، مشيرًا إلى أنه مع بداية الجائحة زادت نسب استخدام الإنترنت فى مصر بنسبة 100%، فيما زادت ساعات الذروة من 3 ساعات إلى 16-18 ساعة.

ولفت عمرو طلعت إلى أن العالم يشهد تغيرًا فى ديناميكيات العمل والأنشطة الاقتصادية، ما نتج عنه إعادة تشكيل تفضيلات الأفراد وأولويات القطاعات المختلفة، إذ زاد التوجه نحو العمل عن بُعد على مستوى العالم ليصل وفقًا لاستطلاع أجراه أحد بيوت الخبرة إلى 60%، وتعاظمت أهمية كلا من مراكز البيانات والحوسبة السحابية وزاد التوجه نحو التحول الرقمي في التعليم فى ضوء التوقعات باستمرار نظام التعليم الهجين، كما تعاظمت أهمية المهارات الرقمية بمختلف مستوياتها، مشيرًا إلى أن الجائحة استحدثت متطلبات لتسهيل حياة المواطنين شملت توفير الخدمات الرقمية، وإتاحة النفاذ إلى الإنترنت، وإيجاد آليات للعمل عن بُعد، فضلاً عن زيادة الاهتمام بالابتكار والتدريب.

واستعرض عمرو طلعت الجهود التى بذلتها وزارة الاتصالات تكنولوجيا المعلومات لمواكبة متطلبات الواقع الجديد، عبر العمل على التحول إلى مجتمع رقمى متكامل حيث تم إطلاق أكثر من 125 خدمة حكومية على منصة مصر الرقمية، كما يتم العمل على انتقال الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة كحكومة تشاركية لا ورقية، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي بمركز الابتكار التطبيقى، موضحًا أنه فى إطار العمل على إتاحة النفاذ إلى الإنترنت، فلقد تم رفع كفاءة الشبكة عبر مشروع  تم البدء فى تنفيذه مع أوائل 2019 لتطوير البنية التحتية المعلوماتية، بما ساهم فى تضاعف سرعة الإنترنت نو 8 أضعاف، لتصبح مصر الأولى فى إفريقيا فى سرعة الإنترنت، كما تم بدء فى مشروع يستهدف ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية لتوصيل الإنترنت فائق السرعة لعدد 3.5 مليون منزل لخدمة 60 مليون مواطن بقرى مبادرة "حياة كريمة" خلال ثلاث سنوات.

وأضاف طلعت أنه يتم العمل على تهيئة البيئة المحفزة للابتكار وإتاحة التدريب المتخصص للشباب فى المحافظات، إذ تم إنشاء 7 مراكز إبداع كمرحلة أولى، ويتم حاليًا إنشاء 14 مركزًا جديدًا كمرحلة ثانية، كما تم مضاعفة أعداد المتدربين على المهارات الرقمية 50 ضعف وزادت ميزانية التدريب التقنى 22 ضعفًا خلال ثلاث سنوات لتصل إلى مستهدف 200 ألف متدرب بميزانية 1.1 مليار جنيه خلال العام المالى الحالى، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية، وإطلاق المبادرات التي تهدف إلى صقل مهارات الشباب فى العمل الحر وتشجيعهم على العمل عن بُعد ومنها مبادرة "مستقبلنا رقمى".

وعقب كلمته، دار حوارًا مفتوحًا بين الوزير والطلاب الحاضرين، إذ تم طرح عدد من الاستفسارات والأسئلة بشأن استراتيجية مصر الرقمية. وردًا على استفسار بشأن الاعتماد على البيانات لاتخاذ القرارات، أشار عمرو طلعت إلى أن التحول الرقمى ضرورة حتمية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وحوكمة الأداء ودعم اتخاذ القرار بصورة أكثر دقة بناء على أسس علمية سليمة.

وفيما يتعلق بالتخصصات ذات الأولوية، وأوضح طلعت أن هناك منظومة هرمية من التخصصات التي يتم التركيز عليها، مشيرًا إلى الاهتمام ببناء المنظومات البرمجية ثم يتم الصعود فى سلم القيمة الى تحليل البيانات والذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى ثم يتم الصعود في سلم القيمة إلى صناعة مراكز البيانات والتصميم الالكترونى والبرامج المدمجة، منوهًا إلى أنه يتم إنشاء مركز فى مدينة المعرفة فى العاصمة الإدارية الجديدة للتصميم الالكترونى يضم أربعة معامل وسيتم من خلاله استضافة الشركات العاملة فى هذا المجال، داعيًا الشباب إلى المشاركة فى مبادرات وبرامج الوزارة لبناء القدرات الرقمية والتى تتميز بتنوعها واختلاف مستوياتها بحيث تشمل كافة التخصصات.

وعن مساهمة المرأة فى العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أكد طلعت أن المرأة المصرية قادرة على المنافسة فى سوق العمل وتولى المناصب القيادية، مشيرًا إلى أن المبادرات التي تقدمها الوزارة وترتكز على التعليم عن بُعد والتدريب الهجين تسهم فى تمكين المرأة من التدريب والعمل عن بُعد، وبالتالى مساعدتها فى مواجهة التحدى الخاص بالوفاء بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه أسرتها وتحقيق رغبتها فى بناء مستقبلها.

كما أجاب وزير الاتصالات عن استفسار بشأن آليات جذب الشركات العالمية للتوسع فى مصر، إذ أوضح جهود الوزارة فى زيادة أعداد الكوادر البشرية المدربة بشكل احترافى لتوفير المهارات التى تتطلبها الشركات لاسيما وأن الكثير من الشركات الكبرى لها مراكز للتعهيد فى مصر تعتمد فيها على الخبرات المصرية.

هل الموضوع مفيد؟
شكرا
اعرف / قارن / اطلب