بروفايل| حسن عبدالله.. عـــاد لينتصــر!
"ليس كل الذهاب بلا عودة .. أحيانًا يكون الرحيل مجرد استعدادًا لرجوعًا أقوي"
البعض يذهب بلا عودة، وآخرين يذهبوا ليعودوا أقوي مما سبق، مثلما حدث مع حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، فبعد أن تم إقصاءه، رغم المطالبات الحاشدة ببقائه، من منصبه كرئيس تنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة البنك العربي الإفريقي الدولي، مما تسبب في إنهاء مسيرته المهنية في البنك، تم إختياره ليكون محافظ البنك المركزي المصري، وذلك نظرًا لكونه أحد القامات المصرفية ذات المعايير التي لا يختلف عليها أثنان، بخلاف كونه صاحب بصمة وأثر مُتفرد بشهادة كل المتعاملين معه.
فمنذ بدء حياته المهنية، كان مُتوقع له أن يتبوأ قمة هرم المناصب الاقتصادية، وذلك نظرًا لقيادته الاستثنائية، وحكمته في إتخاذ القرارات، بخلاف كفائته في إدارة الأزمات.
جاء اختيار "حسن عبدالله" ليقوم بتصحيح المسار وإعادة هيكلة السياسة النقدية بما يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية الداخلية والتقلبات الخارجية، معتمدًا في ذلك على خبرته المهنية والأكاديمية، والتي تقلد خلالها عددًا كبيرًا من المناصب الهامة في كبرى المؤسسات المحلية والعالمية.
وكان قد اُختير "عبدلله" ضمن الفريق الذي قام بتنفيذ برنامج الإصلاح المصرفي المصري بمطلع الألفية الحالية، وبالفعل أظهر تميزًا خلال تلك الفترة، وحفر بيده تاريخ مُشرف يُبشر بتوليه أعلى المناصب.
قصة نجاح!
مسيرة حسن عبدالله المهنية تُعد قصة نجاح، وذلك لكونه لم يتوانى لحظة عن إثبات ذاته وتحقيق الإنجازات في كل منصب عمل به.
بدأت مسيرته المهنية بعمله بالبنك العربي الأفريقي الدولي عام 1982، وذلك بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبات "عبدالله" يتنقل في التخصصات بين غرفة التداول وأسواق العملات والمال بالبنك ذاته، إلى أن أنتقل ليعمل بفرع "العربي الأفريقي" بنيويورك عام 1988 لإدارة محفظة الخزانة الأمريكية وسياسة التحوط، وذلك لمدة عام، وبعد أن عاد مجددًا للقاهرة استمر في التدرج بالمناصب مرة أخرى ليتم ترقيته إلى مساعد المدير العام في البنك عام 1994، ثم مدير عام للبنك في 1999، ونظرًا لنجاحاته في كل المناصب التي تبوءها بالبنك، تم تعيينه كنائبا لرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب عام 2002.
قيادة مُلهمة!
خلال فترة رئاسته للبنك العربي الافريقي الدولي، لعب حسن عبدالله دورًا كبيرًا في جعل البنك ضمن أكبر البنوك في السوق المصرفية المصرية، ولعل من أهم إنجازاته بالبنك هي إدارة عملية دمج بنك مصر أمريكا الدولي بالبنك العربي الافريقي، في صفقة بلغت قيمتها نحو 240 مليون جنيه، في مايو 2005، مما ساهم في زيادة انتشار البنك بالسوق المحلي، ولم يكتفِ بذلك القدر من النجاحات، وإنما استطاع أيضًا أن يقوم بالاستحواذ على محفظة بنك نوفاسكوشيا الكندي في مصر عام 2015، وذلك في صفقة تُقدر قيمتها بحوالي مليار جنيه.
ونظرًا لجهوده وقيادته الاستثنائية للبنك، حصل "العربي الافريقي" في عهده على عدة جوائز وتكريمات، أهمها جائزة أفضل بنك في مجال المسئولية الاجتماعية للشركات بالشرق الأوسط من قبل مؤسسة يورومني، وجائزة أفضل بنك استثماري في مصر من قبل مؤسسة جلوبال بانكينج آند فاينانس ريفيو.
تاريخ حافل!
يمتلك حسن عبدالله تاريخ حافل بالمناصب والنجاحات، فبخلاف كونه الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة البنك العربي الإفريقي الدولي لأكثر من 20 عامًا، شغل "عبدالله" عضوية مجلس إدارة البنك المركزي المصري لمدة ثماني سنوات، كما عمل كعضوًا بمجلس إدارة البورصة المصرية، كما تولى رئاسة مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية والفرنسية بهونج كونج، وهو مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "وفاء لمصر"، كما شغل عضوية مجالس إدارات معهد التمويل الدولي (IIF)، والمجموعة الإستشارية الإفريقية لبورصة لندن (LAAG)، ومجموعة بورصة لندن (LSEG)، والمجلس الإستشاري للأسواق الناشئة، فضلا عن عضويته في مجالس إدارات كبرى الشركات الاستثمارية.
وبالإضافة لما سبق، كان حسن عبد الله، عضوًا مؤسسًا في المجلس الوطني المصري للتنافسية، ومؤسسًا لجمعية شباب الأعمال ورئيسا لمجلس إدارتها، كما كان عضوا في مجلس إدارة المعهد المصرفي المصري.
وقبل تعيينه كمحافظًا "للمركزي"، شغل منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منذ مايو 2021 وحتى أغسطس 2022.
وبجانب خبرته المهنية الواسعة، يمتلك "عبدالله" خبرة علمية وأكاديمية واسعة، نظرًا لكونه عضو بهيئة التدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، على مدار 30 عاما، وعضوًا بالمجلس الإستشاري الإستراتيجي في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وكان قد حصل حسن عبدالله على بكالوريوس إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية عام 1982،ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال في الجامعة ذاتها عام 1992.
الإيمان بالكفاءات!
في أغسطس 2022، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بتعيين حسن عبدالله قائمًا بأعمال محافظ البنك المركزي المصري، مؤكدًا ضرورة تطوير السياسات النقدية لتتواكب مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، والعمل على توفير مصادر متنوعة للموارد من العملات الأجنبية.
ونظرًا لإيمان حسن عبدالله بالكفاءات، وأهمية العمل الجماعي والاستفادة من الكوادر، كانت أولى قراراته، الإستعانة بإثنين من اكفأ كوادر القطاع المصرفي، وهما هشام عز العرب الرئيس السابق للبنك التجاري الدولي-مصر CIB ، ومحمد نجيب الرئيس السابق لبنك saib ، كمستشارين له، مع تأكيده على الترحيب بمختلف الأفكار التي من شأنها تعزيز العمل المصرفي من الجميع دون إقصاء لأحد.
وفي 22 سبتمبر أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرار رقم 3309 لسنة 2022، بإعادة تشكيل اللجنة الوزارية للإنتاج بعضوية حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري.