هاني جنينه : إفلاس سيليكون فالي نتيجة أزمة سيولة بالمقام الأول وليس خسائر غير متوقعة
قال الخبير المصرفي هاني جنينه ، إن بنك سيليكون فالي احتل المركز الـ16 من حيث حجم الأصول في قائمة البنوك الأمريكية المؤمن علي أموال مودعيها حتي 250000 دولار للمودع و التي تزيد أصولها عن 300 مليون دولار، حيث بلغ عدد هذه البنوك 2.124 بنك بقيمة أصول مجمعة تساوي 21.7 تريليون دولار طبقا لبيانات الفيدرالي في أخر 2022، لافتا إلى أن بنك سيليكون فالي هو شركة تابعة لشركة قابضة تعرف باسم سبليكون فالي فاينانشال.
واشار إلى أن البنك احتل المركز الـ 16 لأن قيمة أصوله تبلغ حوالي 210 مليار بينما إجمالي الأصول لأكبر 4 بنوك فقط تساوي حوالي 9 تريليون دولار، أي أن البنك يصنف انه "متوسط الحجم"، وجاء إفلاس البنك نتيجة أزمة سيولة - liquidity shock -بالمقام الأول وليس ناتج عن خسائر غير متوقعة - unexpected losses- في محفظة القروض.
وأوضح أنه طبقا للقوائم المالية للبنك، بلغت قيمة الأصول في نهاية 2022 حوالي 210 مليار دولار ،و من هذه الأصول 113 مليار دولار فقط في صورة أصول موزونة بالمخاطر او risk weighted assets أي أن نصف أصول البنك تقريبا في صورة نقدية و استثمارات في أدوات دين حكومية “ ميزانية بنك في مصر بامتياز “ .
وأشار إلى أن هذا الهيكل الاستثماري المتحفظ أدى إلى ارتفاع نسبة كفاية رأس المال إلى 16% في آخر 2022 مقابل الحد الأدنى المطلوب و هو 10.5% و ارتفاع نسبة الرافعة المالية - financغial leverage ratio - إلى 8% مقارنة بحد أدنى مطلوب يساوي 4% ،إلا أن انهيار البنك في ساعات قليلة هو ما يعرف بالclassic bank run يرجع إلى عاملين الأول يتمثل في تركز الأصول في سندات حكومية طويلة الاجل “ أعلى من سنه إلى 30 سنه “ وتعرض البنك لما يعرف باسم مخاطر سعر الفايدة او الـinterest rate risk او الdurarion risk ، حيث أن قيمة محفظة السندات انخفضت نتيجة رفع الفائدة بقوة خلال 2022. و قد اضطر البنك إلى بيع جزء من هذه السندات بخسارة حتي يمول تخارج بعض المودعين مما أثار مخاوف باقي المودعين من وجود أزمة سيولة خاصة مع إعلان البنك نيته زيادة رأس المال عن طريق طرح أسهم.
وأوضح أن العامل الثاني تمثل في تركز جزء كبير من الودائع في صورة ودائع تحت الطلب - demand deposits - لشركات التكنولوجيا الناشئة و التي كانت في أمس الحاجة لسيولة نتيجة صعوبة الحصول على تمويل من مصادر أخرى في ظل سياسة نقدية متشددة و لذا تم سحب جزء كبير من هذه الودايع خلال العام.
وأوضح أنه وفقا لكل العوامل السابقة فقد تحولت أزمة السيولة الي أزمة ملاءة مالية. The liquidity shock morphed into a solvency crisis ، و من المتوقع إعادة فتح البنك غدا الاثنين و ما زال الفيدرالي و الخزانة لم يعلنوا عن كيفية تعويض أصحاب الودائع فوق الـ250000 دولار و إن كان هناك ضغط من جانب أصحاب الودائع على الحكومة حتي تقنع بنك أخر من الكبار بالاستحواذ على البنك لتعويض كل المودعين.
التداعيات المبدئية حتي تتضح الرؤية:
وفيما يتعلق بالتداعيات الأولية للأزمة حتي يتم استيضاح الصورة ، أكد الخبير المصرفي ،أنه معظم الاقتصاديين الأمريكيين لا يتوقعوا تحول الى أزمة تشابه 2008 نظرا لأن حجم البنك متوسط و لأن البنوك الاربعة الكبري (ذات الأهمية الهيكلية) لديها ملاءة مالية اعلي كثيرا مما سبق 2008.
فضلا عن الارتفاع في أسعار أذون و سندات الخزانة الأمريكية خلال جلسة يوم الجمعة، قد تكون هذه الحادثة جرس إنذار مبكر للفيدرالي ليبطيء من وتيرة تشديد السياسة النقدية بل قد نري خفضا لأسعار الفائدة أقرب من المتوقع، و مما لا شك فيه أن البنوك الكبري ستعمل علي إبطاء وتيرة الإقراض نسبيا خلال الاشهر القادمة حتي تدعم نسب كفاية راس المال و هذا في حد ذاته تشديد في الأوضاع النقدية يغني عن حاجة الفدرالي للتشدد خلال ما تبقي من العام.
وأوضح أن تأثر الأسواق الناشئة و منها مصر سيعتمد علي سرعة تحرك الحكومة الأمريكية لاحتواء الموقف خلال الساعات المقبلة ، متوقعا أن يشهد اليوم إعلان من قبل الحكومة الأمريكية حتي تستعيد الأسواق و البنوك توازنها قبل يوم الاثنين .