البنوك الأمريكية تحذر من خفض جديد لأسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي غدًا
الكاتب
جي بي مورجان يحذر من انخفاض الربحية
المصرفية لو تم إقرار خفض الفائدة
أكدت صحيفة "بانكوك بوست"،
أن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي،
أدى إلى إنكماش الأسواق المالية ، لكن طلبه الأخير بخفض أسعار الفائدة يجعل البنوك
تشعر بالكثير من القلق والتوتر.
وأوضحت الصحيفة، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي
يمكن أن يقوم، في اجتماعه غداً الأربعاء، بخفض سعر الفائدة على الإقراض للمرة الثانية،
ولهذا السبب أشارت البنوك الأمريكية الكبيرة إلى أنها تتوقع حدوث ضربة كبرى في النهاية،
وكان بنك جي بي مورجان تشايس من بين البنوك الكبيرة، التي أعربت عن قلقها وأشارت إلى
أن انخفاض أسعار الفائدة سيؤدي إلى انخفاض الأرباح في عام 2019.
وكانت قد قلصت البنوك الأمريكية الكبرى
ومنها جي بي مورجان وويلز فارجو، توقعاتها لللأرباح المرتبطة بأسعار الفائدة في العام
الجاري، حيث تخفف البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم من السياسة النقدية استجابة
لضعف توقعات النمو العالمي.
وأضافت الصحيفة، إن انخفاض أسعار الفائدة
يعني انخفاض الأرباح على القروض التي تقدمها البنوك، خاصة إذا كانت قد قدمت عوائد أعلى
على الودائع لجذب العملاء.
وقد حذرت وكالة "موديز" في
تقرير لها الخميس الماضي، من أن انخفاض أسعار الفائدة سيعرقل الربحية المصرفية بشكل
عام ويدفع بمزيد من عمليات الاندماج في الصناعة.
وقال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك
جيه بي مورجان تشايس الأسبوع الماضي إن البنك يتوقع الآن أن يبلغ دخل الفوائد الصافي
للعام بأكمله حوالي 57 مليون دولار، وهو تخفيض آخر للتوقعات التي بلغت 58 مليار دولار
في وقت سابق من العام.
وكان قد قام الاحتياطي الفيدرالي في
يوليو بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي - على جميع أنواع الاقتراض - لأول مرة منذ أكثر من
عقد، بعد أربع معدلات زيادة في سعر الفائدة العام الماضي.
جاءت تلك التحركات البنكية الأخيرة،
وسط حرب ترامب التجارية الشرسة مع الصين والتي زادت من حالة عدم اليقين وقوضت الاقتصاد
العالمي، مما أدى إلى تباطؤ في التصنيع والاستثمار.
وكان قد طالب ترامب بشدة، بنك الاحتياطي
الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة للحاق بتحركات البنك المركزي الأوروبي وغيره، داعياً
إلى أسعار فائدة صفرية أو حتى سلبية.
لكن معظم الاقتصاديين يرون أن الأمر
غير مرجح للغاية وقال ديمون إنه لا يزال لا يتوقع مثل هذه الخطوة الجذرية.
وقال ديمون "لا أعتقد أنه سيكون
لدينا أسعار فائدة صفرية في الولايات المتحدة، لكننا كنا نفكر في كيفية الاستعداد لتلك
الخطوة، من باب السياق الطبيعي لإدارة المخاطر."
وتشمل المخاوف المحتملة، خفض التكاليف،
وكذلك فرض رسوم حساب المستهلكين، ومع ذلك، يرى بعض خبراء البنوك إن التفاعل بين أسعار
الفائدة وأرباح البنوك مبالغ فيه في الأهمية وأكثر تعقيدًا مما هو مفهوم بشكل شائع.
وقال مارتي موسبي، مدير استراتيجيات
البنوك والأسهم في فيننج سباركس، وهو وسيط "إن التراجع في أسعار الفائدة يمكن
إدارته إذا لم يكن لدينا ركود".
وقد وضعت بعض البنوك بالفعل استراتيجيات
لتخفيف مخاطر أسعار الفائدة.
وقال المحلل ديك بوف، الذي يشير إلى
حالات عديدة ارتفعت فيها الأرباح وسط انخفاض أسعار الفائدة، أن التاريخ يظهر أنه في
حين أن أرباح البنوك قد تنخفض بصورة تدريجية بعد تخفيضات سعر الفائدة من بنك الاحتياطي
الفيدرالي ، فإنها لا تنهار بالكامل.
وأضاف بوف "إنها تكتلات وهناك طرق
عديدة لكسب المال، بما في ذلك فرض أقساط على عملاء الشركات بسبب زيادة مخاطر الركود".
وقال بوف إن المستثمرين يحققون أيضًا
الكثير من التعزيز عندما ترتفع الأسعار، حيث إن الأرباح تراجعت خلال دورة رفع أسعار
الفائدة الأخيرة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي من خلال مدفوعات الودائع الكبيرة.
والمعيار الذي يتم مراقبته عن كثب هو
دخل صافي الفائدة، وهو ما يعكس بشكل أساسي الفرق في إيرادات البنوك المرتبطة بالقروض
التي يقدمها ومدفوعات الفائدة للمودعين.
وكان قد خفض بنك ويلز فارجو أيضًا تقديراته
لإيرادات الفوائد الصافية، متوقعا انخفاض 1.8 مليار دولار في النصف الثاني من عام
2019 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال جون شروزبري المدير المالي في ويلز
فارجو، "يمكن للبنك أن يضع المزيد من أصوله في أدوات استثمارية طويلة الأجل إذا
كان يتوقع أن تظل المعدلات منخفضة لفترة أطول، وهي توقعات تعتمد علىالاحتمال المتوقع
للركود".
وقال "إذا دخلت في نوع من التراجع
الاقتصادي الأعمق وستبقى المعدلات منخفضة أو تنخفض من هنا، تفكر في حماية الجانب السلبي،
ولا أعتقد أننا وصلنا إلى هذا الحد بعد".
وقامت بعض البنوك بالكثير من الجهود
الرامية إلى جذب ودائع أكثر بأسعار فائدة أعلى من تلك التي يقدمها المنافسون.
وقال وليام ديمشاك رئيس مجلس الخدمات
المالية في بي إن سي "لقد توقفنا عن أسعار الفائدة المرتفعة، مضيفًا أن الشركة
قررت عدم خوض معركة على الودائع".