وول ستريت جورنال: انتعاش قطاع التجزئة يعزز أداء الاقتصاد الأمريكي
خلافا لتوقعات معظم الاقتصاديين، واصل الأمريكيون في إنعاش السوق الاستهلاكي في شهر ديسمبر، حيث ذكرت صحيفة " وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية حول مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر رفعت تقديرات الاقتصاديين للناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من العام الماضي.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية ذكرت أمس أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 0.6 بالمئة في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق، مما جعلها أعلى بنسبة 5.6 بالمئة عن العام السابق. وأشارت الصحيفة الأمريكية أن مثل هذا الارتفاع في قطاع التجزئة دفع الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأمام.
وأضافت " وول ستريت جورنال" أنه طالما أن سوق العمل قادر على الاستمرار في توليد فرص العمل، فإن الزبون الأمريكي سيكون متأهب لمواصلة مثل هذا الإنعاش للسوق الاستهلاكي هذا العام، لافته أنه وقبل عام توقع معظم الاقتصاديين الذين استطلعت الصحيفة آراءهم أن الولايات المتحدة ستكون في حالة ركود الآن.
وذهبت الصحيفة الأمريكية لتفحص مسببات هذا الارتفاع في مبيعات التجزئة، لتقول أن تباطؤ التضخم كان أحد محركات الإنفاق الاستهلاكي، مضيفة أنه ومنذ مايو الماضي دأب متوسط الدخل في الساعة في الارتفاع بسرعة أكبر من أسعار المستهلكين مقارنة بالعام السابق، وقد أدى هذا إلى تعزيز قوة الإنفاق المعدلة حسب التضخم، أو القوة الحقيقية.
كما أشارت الصحيفة إلى نمو الأجور بين العمال من ذوي الدخل المنخفض والعمال الأصغر سنا لتجده كان أقوى من نمو الأجور بين العاملين من ذوي الدخل الأعلى والأكبر سنا. وأضافت أنه يبدو أن هذا تغلب على بعض المخاوف من أن يؤدي استئناف مدفوعات ديون الطلاب إلى انخفاض الإنفاق.
وأردفت الصحيفة أن هناك أيضا عدد أكبر بكثير من الأشخاص الذين يتلقون رواتبهم في الوقت الحالي، حيث أحصت وزارة العمل 2.7 مليون وظيفة إضافية في ديسمبر مقارنة بالعام السابق.
وحول المدخرات التي جمعها الأمريكيون خلال وباء كورونا" كوفيد-19" وما إذا كان ذلك أحد عوامل الزيادة في مبيعات التجزئة، ذكرت الصحيفة أنه تم تقليص المدخرات التي جمعها الأمريكيون خلال الوباء بشكل أكبر في العام الماضي، مضيفة أنه حتى إذا كانت هناك بعض المدخرات الاحتياطية المتبقية، فإنها لن تكون قريبة من مصدر قوة الإنفاق في العام الحالي.
وأكدت الصحيفة أن الوظائف والأجور الحقيقية ستكون هي الأساس في إنعاش قطاع التجزئة، مشيرة أن التوقعات في الوقت الحالي لسوق العمل تبدو جيدة، حيث أن نمو التوظيف أصبح معتدلا، في الوقت الذي تظهر فيه المطالبات الأولية لإعانات البطالة أن نشاط تسريح العمال لا يزال منخفضًا. وأردفت الصحيفة أنه من المرجح أن يدفع انحسار المخاوف من الركود وانتعاش أرباح الشركات بعض أصحاب العمل إلى توسيع قوة العمل لديهم، مشيرة أن بعض القطاعات، مثل الرعاية الصحية، لا تزال تعاني من نقص الموظفين.
وشددت الصحيفة أنه ومع ذلك لا تزال هناك عقبات يجب تجاوزها، حيث دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لليلة واحدة إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عاما، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض على المستهلكين بشكل حاد.. وأشارت الصحيفة أنه يبدو من المرجح أن يستمر التضخم في التباطؤ، ولكن إذا ارتفع مرة أخرى فسوف يؤدي إلى خفض القدرة الشرائية بشكل أكبر بينما يعيق خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة هذا العام.
وجاءت الزيادة في مبيعات التجزئة بفضل الزيادة الحادة في مبيعات السيارات وقطع غيارها، حيث زادت بنسبة 1.1 بالمئة خلال الشهر الماضي بعد ارتفاعها بنسبة 0.8 بالمئة خلال الشهر السابق. ومع استبعاد القفزة في مبيعات السيارات وقطع الغيار، تزيد مبيعات التجزئة الأمريكية خلال ديسمبر بنسبة 0.4 بالمئة بعد ارتفاعها بنسبة 0.2 بالمئة خلال نوفمبر في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعها بنسبة 2ر0 بالمئة فقط.
وزادت مبيعات التجزئة الأساسية التي لا تشمل السيارات والبنزين مواد البناء والخدمات الغذائية بنسبة 0.8 بالمئة خلال الشهر الماضي بعد ارتفاعها بنسبة 0.5 بالمئة خلال الشهر السابق، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
من جانبها، ذكرت وكالة" بلومبيرغ" أن بيانات مبيعات التجزئة القوية زادت المخاوف حيال رهانات الأسواق المالية القوية على التيسير النقدي ( خفض أسعار الفائدة)، مضيفة أنه ومع اعتماد مسؤولي البنك المركزي مؤخراً لهجة أكثر حذراً بشأن احتمالات التيسير، باتت هذه الوصفة مثالية للمتداولين لتأجيل توقعات توقيت أول تحرك للاحتياطي الفيدرالي ( البنك المركزي في الولايات المتحدة) ، مما يشير إلى احتمالات أقل لخفض سعر الفائدة في الربع الأول.