هشام عز العرب: قرارات البنك المركزي اليوم تعطي نظرة مستقبلية إيجابية لقدرة مصر على الوفاء بإلتزاماتها
قال هشام عز العرب، رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي- مصر CIB، في مداخلة هاتفية له على قناة “إكسترا نيوز”، أن قرارات البنك المركزي المصري اليوم تعطي نظرة مستقبلية إيجابية لقدرة مصر في الوفاء بالتزامتها، وتأتي كنتيجة لخطة الدولة والبنك المركزي المصري لتصحيح المسار وكيفية الاستخدام والتوجيه الصحيح للموارد الدولارية الناتجة عن الصفقات الاستثمارية الضخمة التي دخلت مصر مؤخرًا، مشيرًا أن ذلك يبعث رسالة قوية بقدرة مصر على الوفاء بإلتراماتها الخارجية.
وأوضح “عز العرب” أن تلك الموارد الدولارية سوف تُساهم في تدعيم صافي الأصول الأجنبية والاحتياطي الأجنبي للبنك المركزي، مما يعطي قوة للبنك المركزي للتدخل في السوق في حالة خروج الاسعار عن نطاق ما يطلق عليه "القيمة العادلة للجنيه”.
وأشار أن ذلك سوف يترتب عليه توليد عملة محلية، وهي حق الدولة في البيع مقابل الدولار للبنك المركزي، بحوالي تريليون جنيه تقريباً، مما سوف يخفض بدوره من الدين المحلي لوزارة المالية لتسديد جزء من الحساب المكشوف بينها وبين المركزي وهو ما كان سببًا أساسيًا في ارتفاع مُعدلات التصخم.
وأوضح أن النظرة الإيجابية من العالم الخارجي أدت إلى تخفيض ما يطلق عليه تكلفة تأمين ديون مصر، والتي كانت حوالي 16% فوق سعر العائد، وهو ما كان يشير إلى عدم القدرة على الوفاء بالإلتزامات، ولكن انخفضت تلك التكلفة لتصل إلى حدود الـ 5%، وهو ما يُعد طفرة في التقييم الائتماني لمصر.
واشار هشام عز العرب إلى ان هذة النظرة من العالم الخارجي أدت إلى تخفيض ما يطلق عليه تكلفة تأمين ديون مصر،ونتذكر قبل كل هذة الأحداث كنا نتحدث عن هذة التكلفة بحوالي 16% فوق سعر العائد ، ويجب ان نعلم ان الـ16% رقم مُرعب بمعني ان الدول المتخلفة عن السداد او على خافة التخلف عن السداد، أما اذا تحدثنا عن اليوم اننا قد نزلنا عن حدود الـ5% تقريبا تكلفة التأمين 5.8 بذلك نتحدث عن طفرة التقييم الائتماني لمصر.
ولفت “عز العرب” أن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه لا يتم تحديده من قِبل البنك المركزي أو الحكومة، ولكن يتم تحديده قوى العرض والطلب بالسوق.
وأضاف “عز العرب” أن سعر سهم البنك التجاري الدولي المُدرج في بورصتي لندن وأمريكا بالدولار، كان من أسابيع قليلة قد تخطى حاجز الـ70 جنيه، وأشار أنه من خلال متابعته لسعر السهم خلال تلك الفترة وجد تذبذبات كبيرة ليصل إلى حدود الـ50 جنيه وهو ما يُعد إنجاز مذهل، وهو ما يُساهم في عودة الثقة في القطاع المصرفي المصري والدولة ككل، حيث أن هذه العوامل تُشير إلى تحديد سعر صرف الجنيه أمام الدولار خارج قدرة الدولة.
وأشار هشام عز العرب، إلى أنه يهتم دائمًا بقياس الرؤية الخارجية للخطوات التي يتم إتخاذها محليًا، وأعاد ذكر أن دخول التدفقات الدولارية للدولة سوف تعمل على رفع الاحتياطي الأجنبي ودعم صافي الأصول الأجنبية.
وأشار أن الرؤية الخارجية تنظر أيضًا لسياسة الدولة، والإقدام على غلق الحساب المفتوح أو جزء كبير منه بين وزارة المالية والبنك المركزي يُسمى “طريقة التقييد النقدي” حيث يتم من خلالها سحب السيولة الزائدة بالسوق.
وأوضح “عز العرب” أن عجز الموازنة ومعروض النقود دائمًا هما المحرك للتضخم وليس سعر صرف الدولار أمام الجنيه، قائلاً: "الدولار عرض وليس البرد”، بمعنى أن السبب الأساسي كان يتواجد في عجز الموازنة موضحًا أنه سيتم سداد جزء كبير من الديون المحلية بحوالي تريليون جنيه وهو رقم ضخمًا للغاية.