تاريخ العملات المصرية من السحتوت إلى الجنيه

من منا لم يجلس ذات مرة مع جده أو جدته أو حتى أحد أقاربه من كبار السن، وأثناء حديثه عن ذكرياته القديمة، يذكر له بعض أسماء لعملات اختفت مع تطور العصر، مثل السحتوت والنكلة والتعريفة وكذلك القرش والشلن والبريزة وعن قيمتها المالية وما كان يمكن أن تشتريه بها، ولكن الذي لا يعرفه الكثير هو أصل تسمية هذه العملات ومتى ظهرت فى مصر، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا التقرير.

السحتوت

اسم عملة السحتوت جاء من دولتى فلسطين وسوريا، وكانت قيمته تساوي ربع مليم، وكانت متداولة لفترة بين المواطنين بعد اعتمادها من الحكومة، وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى أن عملة السحتوت ظهرت مع بداية حكم محمد على باشا لمصر، وكان الجنيه يساوي 4000 مليم.

 المليم

مليم كلمة فرنسية تعني جزء من ألف، وكان الجنيه المصري يساوي 1000 مليم.

النكلة

كانت تساوي 2 مليم أي 8 سحتوت، يعود سبب تسمية "النكلة" إلى عملة "النيكل" البريطاني والمصنوعة من مادة النيكل كروم، وكانت النكلة تساوي اتنين مليم وكانت تصنع من الفضة.

التعريفة

كانت تساوي 5 مليمات وتعني بالإنجليزية الأجرة، حيث أنها كانت أجرة موحدة لركوب الأتوبيس في مصر، وسبب تسمية التعريفة يعود إلى قيمة تعريفة الجمارك التي فرضها الاحتلال الإنجليزى على البضائع فى ذلك الوقت، وكانت قيمتها المالية تساوي خمسة مليمات.

الصاغ

يساوي القرش، وهو مشتق من كلمة تركية تعني "سليم"، لذلك سمي القرش السليم بالقرش صاغ.

الشلن

هو عبارة عن 5 قروش ، وسمي بذلك نسبة إلى"الشلن الإنجليزي"، الذي استخدم بعد الإحتلال البريطاني لتنفيذ الإصلاح النقدي في مصر و كانت تعادل قيمته قيمة الشلن الإنجليزي تقريبا.

البريزة

تعادل 10 قروش وسميت بهذا الاسم لأنها كانت تصك في باريس "باريس- باريز- باريزة"، عام 1862م طلب الخديوي سعيد  من "المسيو براناي" في باريس صك عملة مصرية جديدة تحمل اسمه و تاريخ ضربها، ولكن مات سعيد قبل وصول العملة لمصر، و تولى الحكم الخديوي إسماعيل الذي رفض استخدامها تقربا للسلطان العثماني (عبد العزيز) حيث أنها لم تكن تحمل اسم السلطان، ثم أعيد ضربها مع إضافة اسم السلطان وتاريخ توليه الخلافة، فلما تداولها المصريون أطلقوا عليها "البريزة" نسبة إلى أنها ضربت في باريس.

الريال

عملة معدنية من الألمونيوم والنحاس قيمتها تساوي 20 قرش، وكلمة "ريال"  هي كلمة أسبانية تعني ملكي، يعود تاريخ الريال إلى عصر محمد علي باشا، وكان يساوى 20 قرشاً، وظل متداولا فى مصر لسنوات طويلة.

الجنيه

تسمية الجنيه ليست عربية وإنما هي إنجليزية لعملة إنجلترا التي كانت متداولة بها منذ أربعمائة عام مضت وهي Guinea (ينطق: جِني بالجيم المصرية)، ومع أن الجنيه الإنجليزي كان غير مستخدم عند إصدار الجنيه المصري، إلا أنه كان مساويا له تقريبا من حيث الوزن، والجنيه يساوي 100 قرش وهو المتداول حاليا، ويحمل وجه العملة صورة قناع توت عنخ آمون، ومؤخرا تعددت صور الجنيه ليحمل أخر الإنجازات في الدولة المصرية الحديثة كالعاصمة الإدارية الجديدة وقناة السويس الجديدة.