الدولار يتفوق على اليورو في سباق الإدخار بالعملات الأجنبية في مصر
- الدولار يرتفع أمام الجنيه بـ 57.6% في 2024.. واليورو يصعد بـ 56.2%.. والتوقعات العالمية تشير إلى استمرار قوة عملة الاتحاد الأوروبي
في وسط التغيرات الاقتصادية الحالية يسعى الأفراد إلى الحفاظ على قيمة مدخراتهم من التآكل، لذا يبحث البعض عن الادخار في الأوعية والشهادات البنكية لتحقيق عائد مناسب على مدخراته، في حين يقرر البعض الآخر الادخار في العملات الأجنبية، للاستفادة من فروق أسعار الصرف، وحماية أمواله من انهيار قيمتها الحقيقية حال تراجع قيمة العملة المحلية.
نتناول في هذا التقرير توجه الأفراد لادخار أموالهم في العملات الأجنبية، وتحديداً عملتي الدولار واليورو، باعتبارهما أكثر العملات الأجنبية انتشاراً وقبولاً محلياً وعالمياً.
كشفت الاحصائيات الخاصة بحركة أسعار صرف كل من الدولار واليورو خلال الفترة الماضية من عام 2024 عن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه بنسبة 57.6% منذ بداية العام حتى الآن، في حين ارتفع سعر صرف اليورو بنحو 56.2% خلال نفس الفترة، وبالتالي يعتبر الدولار هو وعاء إدخاري أفضل من اليورو خلال هذه الفترة.
مثال توضيحي:
وعلى سبيل المثال، لو قرر أحد الأشخاص إدخار مليون جنيه في أحد العملتين خلال هذه الفترة، ففي حالة إدخارهم في الدولار كان سيقوم بتحويل المبلغ إلى 32.520 دولار وفقاً لسعر الصرف في أول يناير 2024 (30.75 جنيه)، بينما لو ادخرهم في اليورو كان سيحصل على 29.472 يورو وفقاً لسعر صرف أول يناير الماضي (33.93 جنيه).
استمراراً للمثال السابق، قرر الشخص تغيير القيمة المدخرة اليوم بتاريخ 10 أكتوبر 2024، ففي حالة الادخار في الدولار كان سيحصل على 1.576 مليون جنيه، بينما في حالة الادخار في اليورو كان سيحصل على 1.561 مليون جنيه، وبالتالي الإدخار في الدولار كان أكثر ربحاً بنحو 15 ألف جنيه وبنحو 1% تقريباً.
حركة استثنائية:
جدير بالذكر أن الحركة الكبيرة في أسعار صرف العملات الأجنبية التي شهدتها الفترة الماضية وتحديداً عام 2024 كانت استثنائية ومرتبطة بالعديد من المتغيرات العالمية والمحلية، والتي يصعب تكرارها بصفة دائمة خلال السنوات القادمة، ومن أبرز هذه المتغيرات التضخم العالمي، الحروب والنزاعات المسلحة، أزمات التغير المناخي واضطراب سلاسل الإمداد الأمر الذي أدى إلى تراجعات حادة في قيمة العملة المحلية.
ومع ذلك يعتبر الادخار في العملات الأجنبية وسيلة للحفاظ على قيمة المدخرات من الانهيار، ولكن في ذات الوقت هي أداة لتعميق أزمة العملات الأجنبية في مصر في حالة الاحتفاظ بها خارج الجهاز المصرفي.
حيث الاحتفاظ بالعملات الأجنبية لفترات طويلة خارج الجهاز المصرفي يحفز ظهور السوق السوداء للعملة ويؤثر سلبياً على معروض النقد الأجنبي لدى الجهات الرسمية مثل البنوك وشركات الصرافة.
وبالتالي ينصح بعدم الاتجاه إلى إدخار الأموال بالعملات الأجنبية خارج الجهاز المصرفي، وفي حالة الرغبة في ذلك ينصح بإيداع الأموال بداخل البنوك، خاصة مع توافر أوعية إدخارية لدى البنوك على الودائع بالعملات الأجنبية.
الاتجاه المستقبلي للعملتين:
وعن الوضع المستقبلي لكلا العملتين، تشير التقارير البحثية إلى استمرار قوة العملتين في المستقبل، وتحديداً اليورو خاصة مع موجات التخفيض المتوقعة في أسعار الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكي، ولكن سيظل أيضاً الدولار الملآذ الآمن في مختلف البلدان حول العالم والعملة صاحبة القبول الأوسع عالمياً.
وعن الادخار بالعملات الأجنبية بصفة عامة هناك مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها، بداية من مشروعية القرار من الناحية القانونية وقدرتك على تحويل العملة المحلية للعملة الأجنبية والعكس، فضلاً عن ضرورة الإطلاع على مصروفات التحويل إن وجدت في كل مرحلة، بالإضافة إلى ضرورة الإطلاع على الأداء المستقبلي المتوقع لكلا العملتين وفقاً للتوقعات الصادرة عن الجهات البحثية الموثوق فيها.