«الأهلي المتحد» يعيد ترتيب خريطة البنوك الإسلامية في مصر.. و"البركة" يتراجع للمركز الرابع
- هل يحتفظ الأهلى المتحد بعملاءه بعد التغييرات المتوقعة في خريطة خدماته وعوائده بعد تحوله إلى بنك إسلامي.. أم يخسر جانباً منهم لصالح البنوك التجارية الأخرى؟
- حصة البنوك الإسلامية في إجمالي أصول القطاع ترتفع إلى 3.67% بعد انضمام "الأهلى المتحد" وتساؤلات حول مصير هذه الحصة مستقبلاً
شهد شهر مايو الماضي إعلان البنك الأهلي المتحد تحوله الي مصرف اسلامي يعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية، وذلك بعد إندماجه في بيت التمويل الكويتي "بيتك" ، وهو أول بنك إسلامي تم تأسيسه في دولة الكويت عام 1977 ويعد أحد المؤسسات المالية الإسلامية الرائدة في العالم.
وبالتالي تغيرت خريطة البنوك الاسلامية في مصر من قطاع يضم 3 بنوك هي؛ فيصل الاسلامي وأبو ظبي الاسلامي والبركة إلي اضافة بنك رابع جديد.
ومع هذه الخطوة، تُثار العديد من التساؤلات حول الآثار المتوقعة سواء علي صعيد البنك ذاته والاداء المالي المتوقع له في المستقبل أو على مستوى البنوك الإسلامية العاملة بالقطاع قبل دخوله، أو على مستوى القطاع المصرفي ككل.
فعلى صعيد البنك نفسه؛ كان يعمل كبنك تجاري ليس مرتبط باحكام الشريعة الاسلامية في الماضي ولديه حوالي 3,5 مليون عميل تقريباً بإجمالي أصول 137.72 مليار جنيه، وهنا يُثار تساؤل حول مدى تمكن البنك من الحفاظ على عملاءه وسط تغير آليات وأدوات عمله من بنك تجاري إلى بنك إسلامي.
حيث أن احتمال فقدان البنك لجزء من عملاءه مازال قائماً وسط التغيات المتوقعة في خريطة المنتجات والخدمات والعوائد التي يقدمها البنك لعملاءه.
وهنا قد تتأثر أرقام البنك بشكل كبير في حالة عدم قدرته في الحفاظ على عملاءه او استقطاب عملاء بديلين عنهم.
اعادة هيكلة سوق الصيرفة الاسلامية
هناك تأثيرات أخرى لدخول الأهلى المتحد إلى البنوك الإسلامية على مستوى خريطة البنوك الإسلامية الجديدة، فكان يتربع بنك فيصل على عرش البنوك الإسلامية في مصر منذ عقود طويلة بحجم أصول 215.8 مليار جنية بنهاية يونيو 2024 مع منافسة شرسة من أبوظبي الإسلامي الذي وصل حجم أصوله إلى 208.91 مليار جنية بنهاية ذات الفترة، وانخفاض الفارق بين البنكين إلى 6.89 مليار جنيه وهي أقل نقطة للفارق بين البنكين على الإطلاق.
الآن بعد دخول البنك الأهلي المتحد، تغير الترتيب فمازال فيصل وأبوظبي الإسلامي يتصدران القطاع ولكن صعد البنك الأهلى المتحد للمركز الثالث على مستوى جميع المحافظ المالية بينما تزيل الترتيب بنك البركة.
وسجل حجم أصول الأهلي المتحد 137.72 مليار جنية في نهاية يونيو 2024 مقابل نحو 124.60 مليار جنية لبنك البركة.
وعلى مستوى الحصص السوقية للبنوك الأربعة على مستوى أصولها المجمعة فسجلت الحصة السوقية لبنك فيصل الإسلامي 39.29% قبل دخول الأهلي المتحد فيما انخفضت إلى 31.4% بعد انضمام البنك الرابع.
أما مصرف أبوظبي الإسلامي فقد تراجعت حصته من 38.03% قبل انضمام الأهلى المتحد إلى 30.41% بعد الانضمام، وعلى مستوى حصة البركة في أصول البنوك الإسلامية فسجلت 22.68% قبل انضمام البنك الرابع، بينما تراجعت إلى 18.14% بعد انضمامه.
سمة تأثير آخر لدخول الأهلى المتحد لسوق البنوك الإسلامية وهو مدى قدرته في التأثير على الحصة السوقية للبنوك الإسلامية من إجمالي القطاع المصرفي، حيث سجلت حصة البنوك الإسلامية الثلاثة في أصول القطاع 2.93% بينما ارتفعت هذه الحصة بعد انضمام البنك الرابع إلى 3.67%.
وهنا يثار تساؤل حول مدى قدرة الأهلى المتحد على تعزيز الحصة المجمعة للبنوك الإسلامية في أصول القطاع ككل، وهو ما ستكشف عنه الفترة المقبلة.