اسأل بنكي.. متى صدر أول جنيه مصري وما هي قصته؟
الكاتب
تقول الأسطورة أن الجنيه المصري كان فارسا لا يشق
له غبار فقد قاد حروبا وأزمات عديدة وخرج منها منتصرا، وها هو الآن تعصف به أزمة جديدة
لتختبر قوته من جديد، وسيعرض لكم بنكي من خلال هذا التقرير أول
مراحل ظهور الجنيه المصري وأهم التطورات التاريخية التي شهدها خلال تلك الفترة .
البداية
ولد الجنيه الجنيه المصري فارسا ذهبيا عام 1836 من
رحم الحرب بين الدولة المصرية والإمبراطورية العثمانية ليكون رمزا للاستقلال الوطني
وليحل محل العملة الرسمية المتداولة آنذاك (الذهب والفضة)، كان الجنيه عملة ذهبية تنحني
لها العملات الأخرى، حيث صنع أول جنيه مصري من الذهب ووصلت قيمة الجنيه الواحد في عهد
محمد علي باشا إلى مايقرب 8.5 جرام ذهب، واستخدم كعملة رسمية للدولة المصرية وحل محل
القرش العثماني.
كان الجنيه المصري هو العملة الأقدم في المنطقة،
وصدر مصحوباً بقيمة كبيرة تصل إلى ما يوازي قيمته 20 ألف جنيه في وقتنا الحالي، وسمي
بالجنيه لأن مصر كانت في تلك المرحلة تحت الاحتلال البريطاني وكانت عملة إنجلترا في
ذاك الوقت هي الجنيه والذي سمي فيما بعد بالجنيه الإسترليني.
تحول الجنيه الذهب إلى عملة ورقية عام 1898 حيث بدأ
البنك الأهلي المصري في طرحها لتكون بديلا للعملة الذهبية، وكان الجنيه الورقي يعادل
7.43 جرام ذهب ونظرا لقيمته الكبيرة قسم لعدد من الفئات الصغيرة مثل المليم والقرش.
العصر الذهبي للجنيه
تميز عهد محمد علي بأنه عهد تنمية بلا ديون حيث كانت
مصر قوية اقتصاديا فكان كذلك الجنيه يستمد قوته من قوة الدولة، لكن ذلك لم يستمر طويلا؛
حيث ارتفعت الديون المصرية من صفر إلى 18 مليون جنيه في 10 سنوات وذلك فى عهد سعيد
باشا ليبدأ عهدا جديد من الديون بلاتنمية ويعيش الجنيه المصري أسوء فتراته وتنحدر قيمته.
تم تقسيم الجنيه إلى قروش حيث يساوي 100 قرش وتم تقسيم القرش إلى عشرة مليمات، ومفردها مليم، وفي عهد محمد سعيد باشا تم إنشاء العشرة قروش، وأطلق عليها المصريون آن ذاك اسم "الباريزة" نسبة إلى أنها ضربت ودمغت في باريس عاصمة فرنسا .
نهاية المرحلة
في عهد الخديوي إسماعيل تم افتتاح قناة السويس والتي رويت بدماء المصريين، حيث تم إقامة حفل تتجاوز تكلفته مليون ونصف جنيه لترتفع بذلك حصيلة الديون المصرية إلى 126 مليون جنيه ذهب، لتصبح بعدها القناة مملوكة بالكامل للأجانب و يتم إحتلال مصر من قبل الدول الدائنة وهكذا انتهت البداية الأسطورية للجنيه بنهاية مأساوية .
في 3 إبريل من العام 1899 أصدر البنك الأهلي المصري،
أول بنك تجاري يمارس العمليات المصرفية في مصر منحته الحكومة آنذاك امتياز إصدار النقد
لمدة 50 عاما، الجنيه الورقي لأول مرة وكانت قيمته تساوي 7.4 غرام من الذهب، واستخدم
هذا المعيار ما بين عام 1885 وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، كما تم
ربط الجنيه المصري بالجنيه الإسترليني وكان الجنيه الإسترليني يساوي 0.9 جنيه مصري.
وبذلك انتهت المرحلة الأولى للجنيه، لتبدأ مرحلة جديدة مليئة
بالتحديات والإنجازات عاشها الجنيه المصري ليكون شاهدا عليها ويرويها لنا جيلا بعد
جيل، فماهي تلك المرحلة وماهي تلك الإنجازات كل ذلك سنتعرف عليه في تقريرنا القادم
من اسأل بنكي .