ما هو أول بنك إسلامي عرفه العالم؟
الكاتب
كثيرًا ما يدفعنا الفضول للبحث كيف بدأت الأشياء،
وكثيرًا تقودنا أذهاننا للبحث في ماهيتها وكيف نشأت، لذا سنتطرق في هذا التقرير
للإجابة على أحد أهم تلك التساؤلات التي قد تطرأ على أذهان بعضا منا، إذ سنتعرف على
نشأة البنوك الإسلامية، وما هو أول بنك إسلامي عرفه العالم؟ وكيف جاءت فكرته؟ وما هو أول
بنك إسلامي في مصر؟ ومتى تم إنشاءه؟
البداية
نشأ أول بنك إسلامي كفكرة في عام 1970 في مؤتمر
«وزراء الخارجية الإسلامي الثاني» فبجانب القضايا السياسية التي ناقشها أنذاك، ناقش
المؤتمر فكرة إنشاء بنك إسلامي دولي ليضع بذلك اللبنة التي بني عليها فيما بعد أساس
متين ومنطلق جديد لظهور البنوك الإسلامية في العالم العربي والعالم أجمع .
التطبيق على أرض الواقع
في عام 1975 طبقت الفكرة على أرض الواقع وأُنشأ
«بنك دبي الإسلامي» ليصبح أول بنك إسلامي تجاري حديث في العالم، ومنذ ذلك الحين أثبت
البنك نفسه كقائد بلا منازع في صناعة الخدمات المصرفية الإسلامية في الإمارات العربية
المتحدة، في الوقت نفسه أصبحت المصرفية الإسلامية بشكل عام أكثر بروزًا على مستوى العالم.
تأسس البنك بموجب مرسوم أصدره حاكم دبي آنذاك ،الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ، ليصبح أول بنك في العالم يقدم الخدمات التي تدمج مبادئ الإسلام في جميع ممارساته، فقبل إنشاءه لم يكن بإمكان العملاء الوصول إلى الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية كما نعرفها الآن
لازال البنك قائمًا حتى الآن رغم مرور أربعة عقود
ونصف على ميلاده، ولا يزال «بنك دبي الإسلامي» يضع المعايير ليتبعها الآخرون، واليوم
يتنافس البنك على قدم المساواة مع أكبر البنوك التقليدية في العالم من خلال تقديم منتجات
وخدمات عالية الجودة بسعر تنافسي تحت مظلة الشريعة الإسلامية.
كما قام بنك دبي الإسلامي بتنمية شبكته على مستوى
العالم وتوسيع وجوده في الأسواق الرئيسية حول العالم، إذ اكتسب مفهوم الصيرفة الإسلامية
زخمًا في العالم العربي وعلى الصعيد الدولي. وبدأت استراتيجية البنك للتوسع بإنشاء DIB Pakistan، والتي
لديها اليوم شبكة تصل لما يزيد عن 100 فرع عبر 36 مدينة رئيسية في باكستان (الدولة
صاحبة الفكرة من الأساس)، كما زاد البنك من وجوده عبر دخول أسواق أخرى، بما في
ذلك الأردن والسودان وتركيا والبوسنة، ليثبت بذلك نجاح التجربة ورجاحة الفكرة .
أول بنك إسلامي مصري
بنك فيصل الإسلامى المصرى هو أول بنك إسلامى يتم
إنشائه في مصر وذلك في الخامس من شهر يوليو لعام 1979، ورغم أن هذا التاريخ يُمثل
بداية النشاط الفعلى للبنك إلا أن البداية الحقيقية كانت قبل ذلك بأكثر من خمسة أعوام،
عندما تشاور المؤسسون واتفقوا فيما بينهم على إنشاء مصرف يعمل وفقاً لأحكام الشريعة
الإسلامية ليكون نموذجاً يحتذى به فى كافة أنحاء العالم .
وعرض الأمير محمد الفيصل آل سعود، رئيس مجلس
الإدارة، الفكرة على كثير من الشخصيات والمسؤولين المصريين، ولاقت الفكرة
ترحيبًا واسعًا على المستويين الشعبي والرسمي، وتمت الموافقة على تأسيس البنك كمؤسسة
اقتصادية واجتماعية تأخذ شكل شركة مساهمة مصرية وتعمل وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
ولاقت أسهم البنك إقبالًا كبيرًا، إذ تجاوزت المبالغ
المكتتب فيها عند التأسيس خمسة أمثال الأسهم المطروحة للاكتتاب، لذا تم تعديل رأس المال
أكثر من مرة حتى وصل الآن إلى مليار دولار كرأس مال مرخص به مقابل 440.2 مليون دولار كرأس مال مصدر ومدفوع بالكامل.
كما يدير البنك في وقتنا الحالي ما يتجاوز 1.7 مليون حساب لصالح عملائه، وبلغت إجمالي حجم الأصول لديه نحو 103 مليار جنيه في نهاية عام 2019 .
ونتيجة لنجاح البنكين، دشن بعدهما العديد من البنوك في العالم العربي، لتبدأ المنافسة فيما بينهم كغيرهم من البنوك التقليدية مثل بنك البركة الإسلامي، ومصرف أبوظبي الإسلامي، والمصرف المتحد، كما اعتمدت عدد من البنوك على صيغ التمويل الإسلامي وتقديم عدد من المنتجات الإسلامية لتطبق بذلك الفكرة على جزء من أعمالها وتخصص عدد من فروعها لخدمة العملاء الراغبين في هذا النوع من التعاملات على رأسهم بنك مصر وبنك saib وغيرهم، لتقى الفكرة بذلك رواجًا عالميا ويتم تطبيقها في عدد من دول العالم كألمانيا وغيرها.
ألمانيا تؤسس أول بنك إسلامي في منطقة اليورو
وفي 21 يوليو من العام 2015، شهدت مدينة فرانكفورت عاصمة المال بألمانيا افتتاح أول بنك إسلامي بها، ليصبح البنك الكويتي التركي (كويت ترك) أول مصرف يقدم خدمات مصرفية متكاملة وفق أحكام الشريعة الإسلامية في منطقة اليورو.
ويهدف بنك "كويت ترك" إلى جذب عملاء من المسلمين في ألمانيا، كثير منهم أتراك، ولكنه يرى أيضًا طلبًا محتملًا من جانب غير المسلمين الذين أصبحوا يرتابون في البنوك التقليدية بعد الأزمة المالية العالمية، بحسب رويترز.