تباين مؤشرات الأسواق العالمية على خلفية ارتفاع إصابات كورونا وتباطؤ حزم التحفيز الأمريكية
أصدر البنك المركزي المصري، اليوم الأربعاء، النشرة الدورية عن أهم تطورات الأسواق العالمية، وفقًا للأسعار والمؤشرات المعلنة خلال الفترة من 13 نوفمبر إلى 20 نوفمبر 2020.
وأوضح التقرير أن معنويات السوق لهذا الأسبوع تباينت بين الإيجابية والسلبية، إذ تقدمت شركة فايزر بطلب للحصول على ترخيص استخدام طارئ من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للقاح الخاص بها، وسط زيادة هائلة في أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا والمزيد من فرض القيود وإجراءات الإغلاق في جميع أنحاء العالم، وإضافة إلى المعنويات السلبية فقد تصاعد الخلاف بين الاحتياطي الفيدرالي والبيت الأبيض، إذ دعا وزير الخزانة ستيفن منوشين إلى إيقاف بعض برامج الإقراض الطارئ لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي ستنتهي في 31 ديسمبر، بعد أن دعا رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتمديدها، ما زاد من عدم اليقين بشأن وتيرة التعافي الاقتصادي في ظل تراجع دعم وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية رغم حالة التفاؤل بشأن إنتاج اللقاح بسبب المخاوف الاقتصادية، وجاءت البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع مخيبة للآمال في معظمها، إذ تراجعت مبيعات التجزئة الأمريكية بشكل غير متوقع، بينما قفزت أعداد طلبات إعانة البطالة الأولية على نحو مفاجئ.
وما أدى أيضًا إلى انخفاض العوائد، ورود أخبار مفاجئة بأن وزير الخزانة ستيفن منوتشين رفض تجديد بعض برامج الإقراض والدعم الطارئ التي تنتهي صلاحيتها في 31 ديسمبر، وكان باول قد دعا إلى تمديد العمل بهذه البرامج في وقت سابق من الأسبوع.
وتعكس الأسعار الحالية للسوق احتمالات بنسبة 3.3% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بنهاية العام، وذلك خلال اجتماعه المقبل والأخير للعام الحالي، والذي سيتم عقده في شهر ديسمبر.
العملات:
انخفض مؤشر الدولار، لينهي الأسبوع عند أدنى مستوى له في أسبوعين تقريبًا، مدفوعًا بالتفاؤل تجاه تطورات اللقاح. وتجدر الإشارة إلى أن التفاؤل قد تضاءل قليلاً بسبب دعوة منوشين لإنهاء بعض برامج الإقراض الطارئ الفيدرالي، إضافة إلى زيادة عدد حالات الإصابة بكوفيد – 19، وارتفع سعر صرف كلا من اليورو والإسترليني ويرجع هذا إلى ضعف مؤشر الدولار كما ذكر من قبل.
ورغم بعض الانتكاسات في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يتوقع السوق نتيجة إيجابية، كما تراجع الذهب خلال الأسبوع مع حالة تفاؤل الأسواق بشأن اللقاح رغم المخاوف الناتجة عن ارتفاع أعداد الإصابة بالفيروس وعدم إقرار حزم تحفيزية جديدة.
وارتفع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.69%، محققًا مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي مع تراجع الدولار.
وارتفعت غالبية عملات الأسواق الناشئة على مدار الأسبوع على خلفية انخفاض الدولار وبسبب تركيز المستثمرين على الأخبار الإيجابية بشأن إنتاج اللقاحات، ما عزز من الرغبة في المخاطرة.
وقاد الروبل الروسي المكاسب، إذ ارتفع بنسبة 1.54%، مع إقبال تجار الصرف الأجنبي على العملة وسط ارتفاع كبير في أسعار خام برنت، ومع ذلك، تحددت المكاسب بشكل طفيف نتيجة ضعف بيانات الناتج المحلي الإجمالي وأرقام مبيعات التجزئة، وكان البيزو الأرجنتيني الأسوأ أداءً خلال الأسبوع ليخسر -0.75%، إذ استمر تعرض العملة لضغوط نتجت عن نقص الدولار، إضافة إلى ذلك، ينتظر المستثمرون نتائج بعثة صندوق النقد الدولي التي تستغرق أسبوعين، إذ ناقش المسؤولون إعادة جدولة 45 مليار دولار أمريكي تدين بها الدولة للصندوق.
أسواق الأسهم:
تفاوت أداء الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع، إذ طغت المخاوف بشأن حزم التحفيز الأمريكي والأعداد المتزايدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا على حالة التفاؤل بشأن تطوير اللقاح، فقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 0.77%، إذ أثر الصراع بين البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي بشأن برامج الإقراض الطارئ على معنويات السوق، كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي، إذ فقد 0.73% أيضًا على خلفية المعنويات السلبية، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.22%. وفي الوقت نفسه، زاد معدل التقلبات بشكل طفيف للغاية حيث أنهى مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق عند مستوى 23.7 نقطة، ليبقى أقل من متوسطه لعام 2020 البالغ 30.5.
وعلاوة على ذلك، سجلت الأسهم الأوروبية مكاسبها الأسبوعية الثالثة، محققة أفضل سلسلة من المكاسب منذ يوليو الماضي، وارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 1.15% خلال الأسبوع بقيادة أسهم التعدين والطاقة.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة أيضًا للأسبوع الثالث على التوالي، وسط تفاؤل بشأن التقدم المحرز في إنتاج لقاح شركة فايزر.
ورغم ارتفاع أعداد حالات الإصابة بالفيروس، صعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 1.73%، وارتفع مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية (MSCI Latam) بنسبة 3.91%، متصدرًا المكاسب في الأسواق الناشئة بينما صعد مؤشر مورجان ستانلي لدول آسيا – باستثناء اليابان (MSCI Asia ex. Japan) بنسبة 1.82%.
البترول:
ارتفعت أسعار البترول بنسبة 5.10%، لتسجل ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي، بدعم من نجاح تجارب لقاح فيروس كورونا، بينما تجددت إجراءات الإغلاق في العديد من البلدان للحد من انتشار الوباء، ودعمت التطورات الإيجابية الخاصة باللقاحات توقعات الطلب، ما ساعد على ارتفاع الأسعار، كما تعززت المعنويات نتيجة توقعات بأن تقوم منظمة أوبك +، والتي ستجتمع في 30 نوفمبر و1 ديسمبر، بالبحث في خيارات التأجيل لمدة ثلاثة أشهر على الأقل (بدءًا من يناير) لقرار خفض الإنتاج الحالي، والبالغ 7.7 مليون برميل يوميًا، بنحو مليوني برميل يوميًا.