رئيس لجنة البنوك: مبادرات المركزي أدت إلى تغيير جذري لمناخ الاستثمار بمصر خلال كورونا
قال حسن حسين، رئيس لجنة البنوك والبورصة بجمعية رجال الأعمال والخبير المالي، إن السياسات ومبادرات البنك المركزي المصري، والإجراءات التنفيذية التي اتخذتها الحكومة المصرية أدت إلى تغيير جذري لمناخ الاستثمار بمصر ليكون مناخ أكثر جاذبية في الحاضر والمستقبل، خاصة في ظل تعاونها مع المؤسسات الدولية، وصدور تقارير وكالات التصنيف الائتماني التي أثبتت قوة الاقتصاد المصري.
وأضاف في بيان صحفي اليوم، أن الحكومة عملت على ثلاثة محاور، أولها زيادة الاستثمار المحلي، وثانيها زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، وثالثها زيادة الاستثمار في السندات المصرية، والتي أكدت أيضًا على جهود الحكومة وخططها التي ساهمت في تكوين حائط صد أمام وباء كورونا وتوفير الأموال اللازمة لاستمرار الشركات والإنتاج، والإبقاء على معدل نمو إيجابي، وحماية المواطن والحفاظ على ثروة الوطن.
وأوضح «حسين» أن زيادة الاستثمار المحلي جاءت بتخفيض سعر الفائدة الذي مثل دفعة كبيرة للاستثمار، بتخفيض تكلفة الاقتراض، إذ تم تخفيض جذري وضخم لأسعار الفائدة من ذروة الارتفاع في 9 يوليو 2017 بنسبة 19.75% إلى الواقع اليوم 9.25% في 12 نوفمبر 2020، وهذا التخفيض الكبير يتضمن تخفيض 4% في 2020 على ثلاثة مرات، المرة الأولى هي أكبر تخفيض لسعر فائدة دفعة واحدة بنسبة 3% في 16 مارس 2020 عند بدء مواجهة الدولة لفيروس كورونا، ثم 0.5% في 24 سبتمبر 2020 ثم 0.5% في نوفمبر 2020.
ويرى أنه بالتالي فقد غير البنك المركزي من السياسة الانكماشية التي كان يطبقها عند التوقيع مع صندوق النقد الدولي في أواخر 2016 إلى سياسة توسعية، وأدى هذا التخفيض وتفهم السوق لتغيير سياسة المركزي إلى دفعة كبيرة للاستثمار، وبداية موجة من تأسيس الشركات الجديدة خاصة في النشاط المالي غير المصرفي مثل التأجير التمويلي، التخصيم، التمويل متناهي الصغر، وكذلك إلى توسع الشركات القائمة بعد هبوط أسعار الفائدة، وأدى هذا التخفيض في أسعار الفائدة، إضافة إلى التخفيض الجذري في التضخم في أن تصبح أسعار الفائدة الحقيقية إيجابية بنحو 4%.
وأشار «حسين» إلى أنه قد تم السيطرة علي سعر الصرف وانخفض سعر الدولار من 18.1 جنيه في يونيو 2017 إلى 15.56 في فبراير 2018، ما أعطى ثقة كبيرة للمستثمرين المحليين والدوليين على استقرار سوق الصرف في البنوك وتوفير المرونة في التحويل إلى خارج مصر، ما أدى إلى التوسع في الاستثمار، وهو ما نتج عنه حصول مصر على B2 مع نظرة مستقبلية مستقرة من موديز، وكذلك علي B+ مع نظرة مستقبلية مستقرة من فيتش.
وأوضح أن من أهم عوامل استقرار السياسات المالية والنقدية والاستثمار المحلي والأجنبي توقيع مصر اتفاقية ثانية مع صندوق النقد الدولي عقب تفشي وباء كورونا.
وبالنسبة لمحور زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، قال «حسين» إن إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر ارتفع ليصل إلى 126 مليار دولار في 2019، ويتركز في قطاع البترول والغاز بنسبة %74.4.
وعن المحور الثالث والأخير، أشار إلى ارتفاع الاستثمار الأجنبي في السندات المصرية الذي بلغ 21.1 مليار دولار في أكتوبر، وذلك بعد أن شهدت مصر خروج مستثمرين أجانب بمبلغ 17.4 مليار دولار في أعقاب كورونا، لينقلب الوضع إلى إيجابي جدًا بالوصول إلى 21.1 مليار دولار في أكتوبر 2020 بعد أن كانت 10.4 مليار دولار في مايو، نتيجة للاستقرار السياسات النقدي والمبادرات الحكومية والتوقيع مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية، ما أعطى ثقة كبيرة للمستثمرين الأجانب، إضافة إلى أن العائد على السندات المصرية للمستثمر الأجنبي.
ونوه "حسين" إلى أن هذه الزيادة في الاستثمار الأجنبي في السندات ترجع لخبرتهم الإيجابية بعد أزمة كورونا في سهولة خروج العملة الأجنبية دون مشاكل بيروقراطية أو إدارية وذلك على عكس الوضع السابق في السنوات السابقة الذي كان المستثمر ينتظر أشهر للخروج، ما أعطى مصداقية كبيرة لمصر، وإضافة إلى ذلك قيام وزارة المالية بالعديد من الإصدارات الناجحة بما في ذلك أول إصدار سندات خضراء وتعدد الاستحقاقات من سندات قصيرة الأجل إلى سندات طويلة الأجل حتى 40 سنة، ما يعد نجاحًا كبيرًا للدولة، ونجاح وزارة المالية في إطالة مدة استحقاق المديونية.
واختتم بأن أهم ما يبحث عنه المستثمر الأجنبي المباشر الاستقرار المالي والقدرة على التنبؤ والتخطيط المالي لمدة عشرة سنوات، الجدارة الائتمانية، وبورصة نشيطة للإصدار وللتوسع وللخروج دون مشاكل روتينية في تحويل العملة الصعبة إلى الخارج دون انتظار، وقطاع خاص نشيط، وكلها أمور أصبحت متوفرة في مصر أكثر من ذي قبل.