مي أبو النجا.. المصرفية الأكثر تأثيرًا
"النجاح يُبرهَن بالقدرة على تنظيم الوقت وترتيب الأولويات والتركيز على الأهداف".. هذه المقولة تجسدها مي أبو النجا، وكيل أول محافظ البنك المركزي المصري للرقابة والإشراف على البنوك وقطاع مكتب المحافظ، والتي استطاعت أن تحدث تغييرًا ملموسًا في القطاع المصرفي المصري.
تمتلك مي أبو النجا خبرة طويلة في القطاع المصرفي تمتد لأكثر من 25 عامًا، أسند إليها فيهم العديد من المناصب والمهام، ولعل من أهمها الوظائف التي شغلتها بالبنك المركزي المصري، إذ التحقت "أبو النجا" بالبنك المركزي المصري عام 2005، مشرفة على برنامج إعادة هيكلة وتطوير بنوك القطاع العام حتى عام 2007، ومن ثم أسست إدارة التعليمات الرقابية بقطاع الرقابة والإشراف، لتصبح المسؤولة عن إعداد وإصدار جميع التعليمات الرقابية للقطاع المصرفى منذ عام 2007 وحتى تاريخه، وبالفعل تم خلال هذه الفترة إصدار العديد من التعليمات الرقابية المهمة أهمها قواعد حوكمة البنوك.
لم تكتفِ "أبو النجا" بتحقيق النجاحات في هذه المناصب، إذ أسند لها مهمة تدريب موظفى القطاع المصرفى على قواعد الحوكمة عن طريق المعهد المصرفى المصرى، إضافة إلى المشاركة فى إعداد التعليمات الخاصة بتطبيق مقررات لجنة بازل وقواعد مخاطر الدول والمجموعات المالية وقواعد وضوابط الاستحواذ والشهرة والتمويل المصرفي لشركات التنمية العقارية.
ولدعم القطاعات الإنتاجية، ساهمت "أبو النجا" فى إصدار عدة مبادرات للقطاع المصرفى لمساندة قطاعى السياحة والصناعة، ومبادرة التمويل العقارى لمحدودى ومتوسطى الدخل، ومبادرة تمويل الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
وفى بداية عام 2013، أُسند إليها إضافيًا مهام الشمول المالى مع التركيز على تشجيع تمويل الشركات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بهدف خلق بيئة رقابية مناسبة تدعم مفهوم الشمول المالى، كما أسند إليها فى بداية عام 2015 وحتى تاريخه مهام أمانة سر مجلس إدارة البنك المركزي المصري، وحققت "أبو النجا" نجاحات في كل المناصب التي أُسندت إليها إلى أن تم ترقيتها لمنصب وكيل المحافظ المساعد لقطاع مكتبه فى يناير 2016.
وإضافة إلى ما تقدم، تُمثل مى أبو النجا البنك المركزي المصري فى العديد من مجالس الإدارة، إذ عينت عضوًا بمجلس إدارة بالمصرف المتحد، كما ترأست كل من لجنة المخاطر ولجنة الترشيحات والحوكمة عبر عضويتها بالمجلس، إضافة إلى عضوية مجلس إدارة صندوق ضمان ودعم نشاط التمويل العقارى وعضوية مجلس أمناء وحدة الرقابة على نشاط التمويل متناهى الصغر للجمعيات والمؤسسات الأهلية.
هذا بجانب تمثيلها للبنك المركزى المصرى فى العديد من اللجان على المستوى الإقليمى، وهى لجنة الرقابة على المصارف العربية وفريق العمل الإقليمى للشمول المالي التابعين لصندوق النقد العربى. وعلى المستوى الدولى تمثل "أبو النجا" البنك المركزى فى التحالف الدولى للبنوك المركزية عن الشمول المالي، وعلى المستوى المحلى فهى عضوة فى اللجنة التنسيقية لوضع الاستراتيجية الوطنية للتثقيف المالى التابعة للمعهد المصرفي المصري.
وما ساهم في إثراء خبرة مي أبو النجا المصرفية، هو تخصصها في مجال ائتمان الشركات ومخاطر الائتمان قبل التحاقها بالبنك المركزي المصري، كما عملت فى بداية حياتها العملية فى إدارة العمليات المصرفية.
وتخرجت مي أبو النجا في المدرسة الألمانية بالقاهرة، وحصلت على بكالوريوس إدارة أعمال بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف فى يناير 1993 من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مع تخصص إضافي في الاقتصاد، إضافة إلى العديد من الشهادات المتخصصة فى مجال عملها، إذ حصلت فى عام 2014 على زمالة كلية فليتشر جامعة تافتس بالولايات المتحدة الأمريكية فى مجال الشمول المالى.
وتقديرًا لقصة نجاح مي أبو النجا وتحقيقها للعديد من الإنجازات في القطاع المصرفي المصري، تم تكريمها ضمن أقوى السيدات تأثيرًا فى القطاع المصرفى لعام 2018، كما تم اختيارها ضمن قائمة "أكثر 50 سيدة تأثيراً في مجال المال والأعمال والحياة الاقتصادية في مصر" عام 2017.