"الراجحي المالية" تتوقع تراجع 9% بأرباح البنوك السعودية
الكاتب
قال مازن السديري رئيس الأبحاث في الراجحي المالية، إنه من المتوقع أن يكون الطلب على الاقتراض من البنوك السعودية في المرحلة المقبلة، مرتبطًا أكثر بدعم رأس المال العامل بشكل أكبر من الاقتراض لتمويل التوسعات.
وتوقع في مقابلة مع "العربية" ارتفاع معدل القروض المشكوك في تحصيلها لدى البنوك في السعودية من 1.7% إلى متوسط 3% في السنة الحالية بسبب ظروف جائحة كورونا وعوامل اقتصادية عدة.
وأشار إلى أن الشركات واجهت جراء إجراءات الإغلاق السابقة في مواجهة الجائحة، تعطلًا في النشاط، وفي التحصيل، ما سبب هبوطًا في الأرباح.
وأوضح السديري أن حالة ارتفاع المخصصات المصرفية عالمية، ولا تقتصر على بنوك السعودية، "فقد تضاعفت مخصصات أكبر 7 بنوك أميركية بمقدار 5 أضعاف في الربع الأول من 2020".
ونوه أيضًا إلى إن تقديرات الراجحي المالية تشير إلى انخفاض متوقع في أرباح البنوك السعودية بنسبة 9% للعام الحالي.
وكشف أن مراجعة الراجحي المالية أظهرت أن أهم 34 شركة التي تشكل 77% من القيمة السوقية للسوق المالية السعودية باستثناء أرامكو، ستسجل هبوطًا متوقعًا في أرباحها بنسبة 16% بتراجع يشكل 11 مليار ريال عن العام الماضي.
وأوضح أن أغلب التراجع سيأتي في قطاعي البتروكيماويات والبنوك، ومن ثم الإسمنت والتجزئة والقطاع الاستهلاكي والخدمات الصحية.
وعلى المستوى العالمي، تحدث الراجحي عن الخوف من موجة ثانية من مرض كوفيد 19 في العالم، والتي ستعيد القلق في الأسواق، لكنه قال إن الأسواق تراهن على أن ما جرى من الجائحة هو "مؤقت ولن يستمر".
وألقى الضوء على مؤشرات حذرة في أميركا، ومتباينة في نفس الوقت، "فهناك قلق من تزايد الإصابات بسبب الاحتجاجات، وهناك تفاؤل بتسجيل مستوى أقل من البطالة في الربع الرابع من العام الحالي".
وأضاف أن توقعات البطالة الأميركية تتباين بين القفزة إلى مستويات تاريخية قد تصل إلى 25% وهي مستويات الكساد، وقد تهبط إلى مستويات 10% كما توقع البنك الفيدرالي في "سانت لويس" بالنسبة لتقديراته في الربع الأخير من 2020.
وقال إن هذا التفاؤل هو الذي يعدل توقعات الأسواق بالنسبة للأسهم.
ونبه السديري إلى عدة مؤشرات واقعية، منها القلق من موجة ثانية من كوفيد 19، وأن تحسن النفط جاء رغم عدم هبوط المخزونات بقدر كبير، والتحذيرات من نسب الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط.
وأشار رئيس الأبحاث في الراجحي المالية، إلى إعلان شركتين من شركات النفط الصخري الأميركي، العودة إلى رفع الإنتاج، ويأتي هذا رغم تراجع إنتاج النفط الصخري بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا، بحسب تقرير أخير صدر عن "ماكينزي".
وقال إن هناك هبوطًا في أرباح الشركات بنسبة 16% في سوق الأسهم السعودية، مع عدم وضوح الرؤية حيال الموجة الثانية من كورونا، وحيال الالتزام باتفاق أوبك+ ومعدلات الإنتاج النفطي بوجه عام، تجعل النظرة المستقبلية أمام عوامل عدة قبل تحديد وجهة الأسواق.
كما أشار إلى مؤشرات مؤثرة على سوق الأسهم السعودية تأتي من باب البتروكيماويات، بخاصة بعد مستوى العرض الكبير في السوق، وتوقع هبوط كفاءة الإنتاج لبعض المنتجات البتروكيماوية من 90% إلى 85%، وهذا سيكون عامل ضغط على السوق المالية السعودية.