رئيس التحرير
محمد صلاح

البنوك الصينية تستعين بعشرات الآلاف من حديثي التخرج لإنقاذ الاقتصاد

البنوك الصينية توظف حديثي التخرج
البنوك الصينية توظف حديثي التخرج
هل الموضوع مفيد؟
شكرا
كتب
الكاتب

تعمل البنوك الصينية الضخمة على تكثيف توظيفها للخريجين الجدد مع تسجيل رقم قياسي في التوظيف ودخول سوق العمل، والانضمام إلى الشركات الأخرى المملوكة للدولة في تعزيز التوظيف، رغم  انخفاض أرباح البنوك وتضخم الديون المعدومة، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة بلومبرج العالمية.


وأفادت بلومبرج ببدء أكبر أربعة بنوك حكومية، بقيادة البنك الصناعي والتجاري الصيني، هذا الشهر في التوظيف في الحرم الجامعي في الخريف، بدلاً من نوفمبر كما في السنوات السابقة، ويخطط البنك الصناعي والتجاري الصيني لتوظيف 18 ألف خريج هذا العام، إضافة إلى توظيف 16 ألف من قبل بنك التعمير الصيني، والذي ارتفع توظيفه من 13 ألف بالعام الماضي، كما سيزيد بنك الشعب الصيني التوظيف بنسبة 15% ليصل إلى أكثر من 10 آلاف، وفقًا لإعلاناتهم، بينما وظف البنك الزراعي الصيني المحدود بالفعل 4500 شخص خلال الربيع.

وقال تانغ جيانوي، المحلل المقيم في شنغهاي في معهد الأبحاث التابع لشركة لبنك الاتصالات: "هذا رد مباشر على دعوة الحكومة لحماية الوظائف، ورغم أن البنوك الكبرى تواجه ضغوطًا على أرباحها الخاصة، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى أشخاص لتطوير أعمالها، كما أنه من المهم بالنسبة لهم تحمل المسؤولية الاجتماعية".

وأضافت بلومبرج أنه تم بالفعل الاعتماد على أكبر البنوك في الصين من قبل بكين لدعم الاقتصاد، إذ طُلب منهم ضخ السيولة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والتخلي عن الأرباح عن طريق خفض أسعار الفائدة وتقديم تخفيف على تريليونات اليوان من القروض المتعثرة في الآونة الأخيرة، كما ضاعفت الحكومة من ضغوطها لدفع المجموعات المالية الرئيسية المملوكة للدولة على خفض الرواتب.

وذكرت بلومبرج أن البنوك الأربعة الكبرى معًا توظف 1.6 مليون شخص، وتقترب خطط التوظيف لبنك التعمير الصيني وحدها من عدد التوظيفات المجمعة التي أجرتها أكبر البنوك الأمريكية والأوروبية في النصف الأول من هذا العام. وتتطلع البنوك الصينية في الغالب إلى التوظيف في خدمة العملاء وإدارة الثروات وتكنولوجيا المعلومات، وفقًا لإعلانات الوظائف على مواقعهم الإلكترونية.

ومع ذلك، فإن عشرات الآلاف من الوظائف الجديدة ليست سوى قطرة في بحر، إذ يواجه 8.7 مليون من الخريجين الجدد أخطر فرص العمل منذ عقود، إذ أدى الوباء العالمي إلى انخفاض الطلب المحلي والصادرات، وفي أثناء انخفاضهما ببطء مؤخرًا، سجلت معدلات البطالة الحضرية التي شملها الاستطلاع رقمًا قياسيًا في ذروة تفشي الفيروس في الصين في فبراير، وتراوح معدل البطالة لمن هم في سن الخريجين من 20 إلى 24 عامًا عند نحو 20% في يوليو الماضي، وفقًا للمكتب الإحصائي في الصين.

وأشارت بلومبرج إلى تقرير صادر عن Zhaopin.com، أحد أكبر مواقع التوظيف في الصين، والذي يشير إلى أن أكثر من ربع الخريجين الجدد ما زالوا يبحثون عن وظيفة اعتبارًا من يونيو بعد البحث لمدة عام واحد، وهي الفترة التي كان معظمهم قد حصلوا خلالها على وظائف في الولايات المتحدة.

وأشارت بلومبرج أن الحكومة تعهدت مرارًا وتكرارًا بدعم الوظائف، واتخذت تدابير مثل زيادة توظيف الخريجين وتعزيز الدعم لفرص عمل أكثر مرونة للخريجين وتعزيز روح المبادرة بين الشباب، كما تعهدت الشركات الأخرى المملوكة للدولة في الصين بتوفير ما لا يقل عن مليون فرصة عمل للفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الخريجين الجدد.

كما أضافت الوكالة أن تلك المبادرات لم تقدم الكثير من المساعدات، إذ يواجه الخريجين الآن ضغوطات من متطلبات سوق العمل وفقًا لتزايد الأعداد المتقدمة للوظائف، والتي تخلق المنافسة الشديدة في الاختيار، كما أدى توقف حركات السفر إلى تخلي الكثيرين عن خطط العمل والدراسة بالخارج، وهو ما أدى إلى زيادة الضغط بسوق العمل وإمكانية إيجاد وظائف.

وذكرت بلومبرج أن الأرباح المجمعة قد تراجعت في أكثر من 1000 بنك تجاري في الصين بأكبر قدر في عقد على الأقل في الربع الثاني، إذ بلغت القروض المعدومة رقمًا قياسيًا نحو 2.7 تريليون يوان، وقال المركزي الصيني خلال عطلة نهاية الأسبوع إن وباء كورونا هو كارثة مائة عام، وإن الصناعة المالية ستحتاج إلى مزيد من التقدم لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح.

هل الموضوع مفيد؟
شكرا
اعرف / قارن / اطلب