هل اخترق فيروس الصين العظيم البيت الأبيض؟!
خدعوك فقالوا إن الرئيس الأمريكي ترامب قد تصنع الإصابة بفيروس كورونا المستجد كي يكتسب تعاطف الناخبين، وهو على بعد أقل من ثلاثين يومًا من المعركة الانتخابية، قولاً واحدًا إن هذا الأمر غير مقبول في الثقافة الأمريكية تحت أي ظرف، ولا يمكن أن نتخيل إمكانية حدوثه في الحاضر أو المستقبل.
ورغم أني لست من دعاة نظرية المؤامرة، إلا أن مسيرة الرئيس ترامب في علاقته بالصين هي التي تدعونا للسؤال ولو على سبيل كوميديا الرمز والخيال العلمي، هل يمكن أن تكون الصين قد وجهت (فيروسات كورونية مُسيرة ذاتيًا) لتخترق البيت الأبيض مستهدفة صاحب البيت وحرمه؟
هناك مؤشرين اثنين يبرران هذا الاعتقاد التخيُلي:
أولهما: أن الرئيس الأمريكي ذاته هو من ابتكر واستحدث وأشعل الحرب التجارية الأمريكية الصينية، ولم يتوانى لحظة في أن يفرض العقوبات المالية والاقتصادية ومحاصرة الشركات الصينية داخل الولايات المتحدة وخارجها، وما زالت الحرب قائمة رغم أنها في النهاية حرب الفائز فيها خاسر.
ثانيهما: منذ وصول فيروس كورونا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد دأب الرئيس ترامب على مهاجمة الصين، ومنظمة الصحة العالمية. الأولى لأنها مصدر الفيروس وصانعته، والثانية لاتهامها بالإهمال والتقصير. إذن فكلٍ من أمريكا والصين يحمل كل منهما تجاه الآخر مشاعر الغضب والرغبة في الانتقام، وهو ما قد يبرر نظرية المؤامرة والفيروسات الكورونية الصينية المسيرة.
حقيقة الأمر أن المواطن في أمريكا وخارجها لا يهمه في الأساس إلا أحوال الاقتصاد والمال وتأثير ذلك على أحواله الاجتماعية، فمنذ بداية ظهور الوباء وحتى الآن أصيب أكثر من خمسة وثلاثين مليون مواطن حول العالم، ومات أكثر من مليون، وأصيب ستة من قادة العالم، ولكن كل ذلك لم يحرك في حينه الأسواق المحلية والعالمية قيد أنملة.
وعلى العكس بمجرد أن أعلن الرئيس الأمريكي إصابته بفيروس كورونا وإذا بالبورصات العالمية تهوى وتنخفض في حدود من نصف إلى واحد في المئة، وهبطت كل عقود النفط الآجلة بكل أنواعها توقعًا لتقلص الطلب العالمي، وأيضًا ارتفعت أصول الملاذات الآمنة كالذهب والين الياباني والفرنك السويسري، والدولار الأمريكي.
الآن الرئيس الأمريكي وأمريكا كلها والعالم يعيشون في حالة من عدم اليقين بالنسبة لتطور حالته الصحية. تُرى هل سينجو الرئيس ويتعافى ومن ثم يتعافى الاقتصاد الأمريكي وتهدأ الأسواق العالمية أم سيحدث العكس؟ هل سيتعاطف الناس مع الرئيس ترامب فتزداد فرصه في الفوز بفترة أخرى أم سيكون للناخبين رأى آخر؟
بالطبع المواطن الأمريكي وكل العالم يهتمون بمتابعة التطورات الصحية للرئيس الأمريكي، ولكن على أرض الواقع اهتمامهم الرئيس يكون بالاقتصاد وكيف سيتحرك؟ هل سيخرج سالمًا أم سيتعرض إلى أزمة بدأت صينية أمريكية وقد تنتهى عالمية؟