أسهم الأسواق الناشئة تقترب من تحقيق أفضل أداء شهري لها منذ مارس 2016
أصدر البنك المركزي المصري النشرة الدورية عن أهم تطورات الأسواق العالمية، وفقًا للأسعار والمؤشرات المعلنة خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 27 نوفمبر 2020 الماضي.
وقال التقرير إن أخبار لقاحات كورونا سيطرت على اتجاهات الأسواق، مع ورود أنباء بشأن آخر تطورات لقاح شركة Astrazeneca وجامعة أكسفورد، إضافة إلى بدأ جو بايدن رسميًا في عملية انتقال السلطة بالبيت الأبيض، ما أدى إلى تهدئة الأسواق من ناحية حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات الأمريكية.
وأظهر محضر اجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة (FOMC) أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مستعدون للإعلان قريبًا عن تحديث توجيهات برنامج التيسير الكمي.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
قال التقرير إن أداء سندات الخزانة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي سجل تفاوتًا ملحوظًا، إذ ارتفعت السندات ذات الآجال القصيرة على خلفية ورود بيانات اقتصادية ضعيفة، والتي تم إصدارها على مدار الأسبوع، بينما تراجعت السندات ذات الآجال الأطول، وسط توقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتمديد آجال استحقاق مشترياته من السندات.
وانخفض منحنى العائد مع اتساع الفارق في جزأي المنحنى الخاصين بفرق فائدة السندات ذات أجل العامان والـ 10 سنوات، وكذلك الجزء الخاص بفرق فائدة الـ 5 سنوات و30 سنة.
وأوضح التقرير أن الأسعار الحالية للسوق تعكس احتمالات بنسبة 3.3% بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بنهاية العام، وذلك خلال اجتماعه المقبل والأخير للعام الحالي، والذي سيتم عقده في شهر ديسمبر.
العملات:
تراجع مؤشر الدولار مدفوعًا بالتفاؤل تجاه تطورات اللقاح وبداية انتقال السلطة لجو بايدن، كما ضغطت البيانات الاقتصادية الضعيفة على الدولار لتؤدي إلى انخفاضه، بينما ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني على أمل أن يتوصل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ واصل الجانبان مفاوضاتهما حتى نهاية الأسبوع.
إلى جانب ذلك، انخفض الذهب بسبب تحسن معنويات المستثمرين مع تحولهم نحو الاستثمار في الأصول ذات المخاطر العالية، كما ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.18%.
وارتفعت غالبية عملات الأسواق الناشئة على مدار الأسبوع، على خلفية انخفاض الدولار وتركيز المستثمرين على الأخبار الإيجابية بشأن انتاج اللقاح وبدء انتقال السلطة إلى بايدن، ما عزز رغبة المستثمرين في المخاطرة، إذ تصدرت عملة الكورونا التشيكية مكاسب عملات الأسواق الناشئة (بارتفاع بلغ 1.57%)، لتصبح العملة الأفضل أداءً في أوروبا الشرقية للأسبوع والشهر حتى الآن.
وتعززت الكورونا التشيكية مع تراجع العملات الأخرى في المنطقة، على خلفية الخلاف بين بولندا والمجر والاتحاد الأوروبي بشأن الميزانية، كما دعمتها تصريحات محافظ البنك المركزي، والتي حذر فيها من أن توسيع نطاق حزم التحفيز قد يولد ضغوطًا إضافية على الأسعار ويحرك أسعار الفائدة للأعلى.
وسجلت الليرة التركية أسوأ أداء خلال الأسبوع، إذ تراجعت بنسبة 2.53% بعد أن رفع البنك المركزي نسب متطلبات الاحتياطي على الليرة والعملات الأجنبية، وألغى ما يسمى بقاعدة نسبة الأصول، وبينما من الناحية النظرية يجب أن تتأثر الليرة بشكل إيجابي بإقالة البيرق، إلا أن المحللون يرون أن كثرة التغييرات تسبب بعض التقلبات في العملة.
أسواق الأسهم:
ارتفعت الأسهم الأمريكية على مدار الأسبوع مع إعلان نجاح لقاح شركة Astrazeneca، وبدء انتقال السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، وتلاشي حالة عدم اليقين المحيطة بنتيجة الانتخابات، إذ ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 1.58%، ليغلق عند مستوى قياسي يوم الجمعة.
كذلك أنهى مؤشر ناسداك المركب تعاملات الأسبوع عند مستوى قياسي جديد، مرتفعًا بنسبة 2.96%، كما حقق مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب خلال الأسبوع، إذ ارتفع بنسبة 2.21%، ومن الجدير بالذكر أنه في وقت سابق من الأسبوع، قفز مؤشر داو جونز إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، إذ كسر حاجز الـ 30.000 للمرة الأولى ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
وتراجع معدل التقلبات بشكل طفيف للغاية، إذ أنهى مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق الأسبوع عند 20.84 نقطة، وهو أقل من متوسطه لعام 2020 البالغ 30.5 نقطة، علاوة على ذلك، سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعًا للأسبوع الرابع على التوالي، محققة أفضل سلسلة مكاسب أسبوعية منذ نوفمبر 2019، وارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 0.93% خلال الأسبوع.
وفي الوقت نفسه، فإن أسهم الأسواق الناشئة اقتربت من تحقيق أفضل أداء شهري لها منذ مارس 2016، إذ سجلت مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي مع تحسن الرغبة في المخاطرة، فارتفع مؤشرمورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة (MSCI EM) بنسبة 1.77%، كما صعد مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية (MSCI Latam) بنسبة 3.52% متصدرًا المكاسب في الأسواق الناشئة، بينما ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لدول آسيا، باستثناء اليابان (MSCI Asia ex. Japan) بنسبة 1.49%.
البترول:
ارتفعت أسعار البترول بنسبة 7.16%، قبيل اجتماع منظمة أوبك+ الأسبوع المقبل، إذ من المتوقع أن تقوم مجموعة المنتجين بتأجيل زيادة الإنتاج المخطط لها في العام المقبل.
وكانت أوبك+ تخطط في السابق لزيادة الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا في يناير (نحو 2% من الاستهلاك العالمي) بعد التخفيضات الضخمة للمعروض من الإنتاج هذا العام.
كما أن الأخبار الإيجابية بشأن لقاح شركة AstraZeneca وغيرها من لقاحات الشركات، قد دعمت الأسواق أيضًا، فضلاً عن انخفاض غير متوقع في مخزون الخام الأمريكي هذا الأسبوع.