الهيدروجين الأخضر.. أهم أدوات تحقيق التنمية المستدامة
الاقتصاد الأخضر هو طوق النجاة للدول لمواجهة مخاطر تغير المناخ والتحديات البيئية المتزايدة، وفي ضوء استراتيجية الإدارة المصرية للمضي قدماً في تفعيل آليات وأدوات التنمية المستدامة والحفاظ على الرفاهية التي تحققت بفعل سنوات التنمية الاقتصادية الماضية، كانت مصر نموذجاً إفريقياً في مجال التحول نحو للاقتصاد الأخضر عبر العديد من المشروعات الكبيرة، والتي من أهمها إنتاج الهيدروجين الأخضر.
ونستعرض سويًا مفهوم الهيدروجين الأخضر، والهدف من ضخ استثمارات مالية كبيرة للاستثمار بهذا المجال، وتأثير هذا الأمر على الاقتصاد المحلي والإقليمي.
يتوافق إنتاج الهيدروجين الأخضر مع أهداف حماية البيئة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فهو عبارة عن وقود خال من الكربون في ومصدر إنتاجه هو الماء، إذ تشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزيئات الأكسجين من الماء بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر الطاقة المتجددة، فضلاً عن كونه مصدر للطاقة النظيفة (وقود صديق للبيئة) وله مستقبل واعد جدًا ومرشح لاستخدامه في الطائرات والسفن والشاحنات والمصانع الثقيلة.
ومع تزايد الضغط على شركات الطاقة للحد من التأثير المناخي لإمدادات الطاقة لديها، تراهن عدد من الشركات العالمية على أن الهيدروجين سيكون عنصراً رئيسياً لأنظمة الطاقة المستقبلية، بصفته وقوداً نظيفاً يمكن أن يحل محل الوقود الأحفوري في بعض القطاعات الأكثر صعوبة، من ضمنها المواصلات.
وتماشيًا مع التوجيهات الرئاسية في مجال مجابهة مخاطر تغير المناخ، تم توقيع اتفاقية مشتركه لإنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة 100 ميغاوات بين صندوق مصر السيادي "ثراء" وشركة “سكاتك" النرويجية وشركة “فيرتيجلوب" الهولندية وشركة “أدنوك" الإماراتية. وتعد المحطة هي الأولى على مستوى إفريقيا، والثالثة على مستوى العالم العربي بعد الإمارات والسعودية.
وصندوق مصر السيادي هو أحد أدوات الدولة المصرية القوية لصنع وخلق فرص عمل وضخ استثمارات ضخمة بالشراكة مع الشركاء المحليين والدوليين.
ومصر في طريقها للتوسع في الاقتصاد الأخضر حفاظاً على البيئة والعمل على استغلال الموارد الطبيعية المتنوعة التي تتمتع بها مصر في هذا المجال على أفضل نحو، لصالح استخدامات التنمية، وكذلك في الصناعات الثقيلة كثيفة الاستهلاك للطاقة.
