نص كلمة رامي أبوالنجا في مؤتمر إفريقيا للتصدير والاستيراد
قال رامى أبو النجا نائب محافظ البنك المركزي المصري، إنه لطالما كان من الضروري التفكير بشكل نقدي في أدوات وسياسات صنع القرار، ولكن في أعقاب جائحة COVID-19، أصبح ذلك ضروريًا، إن لم يكن عاجلاً.
وأضاف أبو النجا في كلمته بمؤتمر إفريقيا للتصدير والاستيراد، أن العالم لم يشهد مثل هذا التوقف المفاجئ في النشاط الاقتصادي بهذا الحجم منذ الأزمة المالية عام 2008، وغالبًا ما يواجه صانعو القرار واجب الاستجابة السياسية السريعة والفعالة، مثل أن تصبح الاستجابة صعبة بشكل خاص عندما لا يمكن قياس آثار الصدمات الاقتصادية في الوقت المناسب. علاوة على ذلك، في أوقات التعافي من فترات الانكماش الاقتصادي، يظل قياس الجوانب المختلفة للاقتصاد مهمًا لضمان سن السياسات بشكل صحيح، في الاقتصاد الحديث سريع الخطى.
وتابع: "اليوم، لا مفر من التقلبات والتغيرات وبشكل متكرر أكثر من أي وقت مضى. هذا يطرح السؤال عما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من المكملات صناع القرار في قياس الاقتصاد بشكل فعال، هناك حاجة لا جدال فيها لاستخدام بيانات أكثر دقة وفي الوقت المناسب وثرية ودقيقة ربما لم تكن تقليدية تستخدم من قبل في صنع السياسات، وهناك أيضًا حاجة إلى أدوات وتقنيات أكثر كفاءة يمكن الاستفادة من البيانات".
ونوه أبو النجا بأن "إدراكًا لهذه الحاجة، شرعنا في البنك المركزي المصري بإنشاء وظيفة علوم البيانات التي ستساعد في إطلاق العنان لإمكانات البنك وإلهامه المزيد من صنع القرار المستند إلى البيانات. وتم تأسيس مركز علوم البيانات والتحليلات المتقدمة، في عام 2020 وفقًا لرؤية ورسالة البنك المركزي المصري، لتمكين القرار صنع بأدوات وتقنيات جديدة واحتضان التحديث".
وأشار إلى أنه تم إنشاء Hub كمركز امتياز لممارسات علوم البيانات، مع مهمة لمساعدة البنك المركزي المصري في تبني بعض من أحدث وأفضل الممارسات في الأساليب القائمة على البيانات. وأضاف: "أنا فخور بكيفية القيام بذلك وفقًا لأفضل الممارسات الدولية في مجال البنوك المركزية وصنع السياسات. وتؤمن قيادة CBE بقوة علوم البيانات والمتقدمة تحليلات لدفع صنع السياسة الاقتصادية. في الواقع، لقد اخترنا الأبطال التنفيذيين من الإدارة العليا للبنك المركزي المصري التي مكنت بنجاح وساعدت في تحقيق المكاسب السريعة التي حققها أنجز المركز حتى الآن".
ويدعم Data Science Hub صنع السياسات في CBE في ثلاثة طرق مميزة:
(1) البحث، إذ يتعاون علماء البيانات لدينا باستمرار مع الاقتصاديين في حين الاستفادة من التعلم الآلي والتحليلات المتقدمة للإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالسياسة. الثابت أن استخدام التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي مفيد. هذه التقنيات يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل في العديد من المهام التنبؤية، مثل التنبؤ بمؤشرات الاقتصاد الكلي أو في استخراج الرؤى من مجموعات البيانات الكبيرة.
(2) علوم وتحليلات البيانات التطبيقية، إذ يساعد Hub الفرق الأخرى داخل CBE للاستفادة بشكل أفضل من بياناتهم الحالية، واكتشاف طرق جديدة يمكننا من خلالها استخلاص الأفكار واكتساب قيمة من أصولنا الرقمية. بهذه الطريقة، يساعدنا المحور في تحديد المجالات غير المحققة المحتملة من بياناتنا، وفي العملية، إنشاء معايير وممارسات استشرافية المتعلقة بالبيانات عبر المنظمة.
(3) التدريب على التحليلات والتواصل، هذا هو المكان الذي يتم فيه تفويض مركزنا لتحسين المهارات موهبة CBE في مجال التحليلات المتقدمة. إنه أيضًا مكان المحور بشكل استباقي يضمن نشر قصص النجاح في جميع أنحاء المنظمة لبناء الرغبة في المزيد المشاريع. وهذا هو المكان الذي نقوم فيه بتطوير وصيانة شبكة من علوم البيانات والمتقدمة أبطال التحليلات عبر البنك المركزي المصري .
وسلط أبو النجا الضوء على أحد المشاريع الرئيسية التي يشارك فيها المحور، وهو مشروع المؤشرات البديلة، إذ نجح هذا المشروع في توفير بديل وعرض تكميلي للاقتصاد لكبار صانعي السياسات في البنك المركزي المصري من خلال استخدام بيانات غير تقليدية أو بديلة، مثل الأسعار عبر الإنترنت واتجاهات Google وبيانات الأقمار الصناعية والسفن بيانات الحركة.
وتابع "نحن ندرك أنه يتم إنشاء وجمع البيانات كل يوم من حولنا بينما نتفاعل مع البنية التحتية التكنولوجية الحالية لدينا. بعض الأمثلة على هذه البيانات تشمل تحديد الموقع الجغرافي للأشخاص أو الأشياء، والطوابع الزمنية للأحداث، وإيصالات المعاملات، والتفاعلات مع وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير. من بين مجموعة البيانات هذه، بعضها مفيد في التوليد الرؤى المتعلقة بالاقتصاد أو مجال صناع القرار. نحن نصدق ذلك ستكون البيانات البديلة والأفكار المتولدة من خلالها مكملة لما هو موجود جهود التحليلات التقليدية عبر مؤسستنا".
وأكمل "كانت هناك جهود مستمرة واسعة النطاق في تبني مؤشرات بديلة دوليًا من قبل العديد من البنوك المركزية في العالم والمنظمات الإحصائية. وأنا فخور بأن مركزنا يستفيد من البيانات البديلة بطريقة ما يساعدنا في التغلب على تحديات البيانات التقليدية من حيث التكرار أو التوفر، وكانت مصر في رحلة تحويلية نحو طموحاتنا لتحقيق أهداف رؤية 2030. يجري تفعيل مبادرات تحول رقمي واسعة النطاق، والاتجاه نحو التحديث واحتضان المستقبل التكنولوجي".
وأوضح نائب محافظ البنك المركزي أن مصر ملتزمة باحتضان ولعب دور مهم في هذا الاتجاه،إذ يعد تأسيس مركز علوم البيانات مثالاً على هذا الالتزام.
واختتم "نحن نطمح إلى تنمية مركز علوم البيانات لاستيعاب المزيد من المواهب ومساعدة الفرق عبر المؤسسة والبناء بشكل أفضل قدرات تعتمد على البيانات. ونقدر ونسعى للتعاون مع زملائنا الدول الأفريقية في بناء وظائف أفضل تعتمد على البيانات ومشاركة أفضل الممارسات بشأن استخدام البيانات في صنع السياسات. من اللافت للنظر مدى مرونة إفريقيا خلال فترات الاضطرابات الأخيرة، وتبني تقنيات جديدة في صنع السياسات لن يؤدي إلا إلى زيادة استعدادنا ومرونتنا في مواجهة الشدائد".