إرث تاريخي عريق موثق على عملاتنا المصرية.. تعرف عليه!
جميعنا نتداول بشكل يومي العديد من العملات، ولكن قد لايعرف البعض أن تلك العملات تحمل إرث تاريخي عريق يشمل آثار ورموز الحضارات التي مرت علي مصر منذ نشأتها، تجمع تلك الرموز بين الحضارة الإسلامية والفرعونية، فكل عملة تحكي عن قصة كفاح وكل رمز له دلالة هامة.
تزينت تلك العملات بـ 9 مساجد أثرية مختلفة عصورها من الطولونية، والفاطمية، والمملوكية، والعثمانية، والملكية والخديوية، وعلى الوجه الآخر من العملة صور توضح الحضارة المصرية القديمة. ويقدم "بنكي" في هذا التقرير العملات المتداولة مع سرد قصة كل صورة تذكارية موثقة عليها.
عملة الجنيه:
يتزين وجه عملة الجنيه المصري بمسجد قايتباي، وهو من أعرق الجوامع والكائن بشارع جامع قايتباي بالروضة بمنطقة آثار مصر القديمة، وبناه السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بين أعوام 886هـ/1481م - 896هـ/1491م.
وعلي الوجه الأخر من العملة يوجد معبد أبوسمبل الذي نُحت في الجبل في عهد الملك رمسيس الثاني كنصب تذكاري له هو وزوجته الملكة نفرتاري للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش ولردع المتمردين في جنوب مصر.
عملة الـ 5 جنيهات:
يوجد على وجه عملة الـ5 جنيهات بمسجد ابن طولون أو الجامع الطولوني، وهو أحد الجوامع الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، ويعد أقدم جوامع مصر القائمة حتى الآن لإحتفاظه بحالته الأصلية.
وعلي الوجه الأخر من العملة يظهر صورة الإله "حابي" إله النيل، وهي صورة تمثل الخير والرخاء الموجود بنهر النيل الذي يعتبر هبة لشعب مصر.
عملة الـ 10 جنيهات:
أما عن وجه عملة الـ10 جنيهات فقد حُفر عليها جامع الرفاعي أحد الجوامع الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، أمرت ببنائه خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل، ثم توفيت وتوقف مشروع البناء نحو 25 عامًا حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وافتتح للصلاة عام 1912م.
وعلي الوجه الأخر من العملة صورة تمثال الملك خفرع، صاحب الهرم الثاني، ابن الملك خوفو، ويقال إنه أمر النحاتين بنحت الإله حورس خلف رأسه حتى يضفي على ملكه شرعية الحكم الإلهي على الأرض.
عملة الـ 20 جنيهًا:
تزين وجه عملة الـ 20 جنيهًا بجامع محمد علي الموجود داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، والذى يبرز شامخًا من القلعة، بقبابه فضية اللون، وهو على طراز الجوامع العثمانية، أنشأه محمد على باشا ما بين الفترة من 1830م إلى 1848م، على غرار جامع السلطان أحمد باسطنبول.
وعلي الوجه الأخر يوجد العجلة الحربية في ظهر العملة والتي ظهرت عند هجوم الهكسوس على مصر، وتعتبر أقدم سلاح يستخدم في الحروب.
عملة الـ 50 جنيهًا:
أما عن عملة الـ50 جنيهاً، فيوجد علها وجهها جامع قجماس الإسحاقي الشهير بـ "أبو حريبة" يقع بحي الدرب الأحمر، بناه الأمير قجماس الإسحاقي أحد أمراء المماليك الجراكسة، ويعد من الجوامع الهامة التي أنشئت في عصر قايتباي.
الجانب الآخر من العملة عليه صورة معبد حورس في مدينة إدفو، وهو ثاني أكبر معبد في مصر بعد معبد الكرنك من حيث الحجم، واستغرق بناء المعبد نحو 180 سنة، وعلى جدران المعبد كتابات هيروغليفية تلقي الضوء على الطقوس المتبعة لعبادة الإله حورس.
عملة الـ 100 جنيهًا:
يتزين وجه عملة الـ100 جنيه بجامع السلطان حسن يقع الجامع تجاه «قلعة صلاح الدين»، ويتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة «الشافعي، والحنفي، والمالكي، والحنبلي»، أنشأه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون.
والجانب الأخر من العملة تمثال أبو الهول، أقدم وأضخم تمثال ملكي في الحضارة المصرية القديمة وحارس لأهرمات مصر الثلاثة، والذي تم نحته على هيئة جسم أسد ورأس إنسان، وهناك آراء تقول إنه يمثل الملك خفرع جامعًا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان.
عملة الـ 200 جنيهًا:
وأخيرًا يوجد على وجه عملة الـ200 جنيه جامع قاني باي الرماح أنشأه قانى باى السيفى سنة 908 هجرية 1503م وهو أحد أمراء السلطان قايتباى، ويقع أمام جامع الرفاعى فى ميدان القعلة، ويعد من الجوامع المعلقة، فهو مبني على عقود مُصَلّبة تحملها أكتاف حجرية مربعة، وأنشئ على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد حيث يشتمل على صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات معقودة.
وعلي الجانب الأخر من العملة تمثال الكاتب المصرى على الوجه الآخر، كاتب الملك خفرع، يجسد رمز العلم والثقافة، ما يعكس أهمية ومكانة الكاتب في الحياة المصرية القديمة.