رئيس التحرير
محمد صلاح
الأخبار

بلومبيرج : صمت رئيس بنك إنجلترا يشعل التكهنات حول اجتماع الفائدة في أغسطس

بنك إنجلترا المركزي
بنك إنجلترا المركزي
هل الموضوع مفيد؟
شكرا

قالت وكالة "بلومبيرج" الاقتصادية إن حالة الصمت التي لازمت أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا (البنك المركزي في المملكة المتحدة) لعدة أسابيع حول ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في اجتماع لجنة السياسة النقدية في الأول من أغسطس المقبل، خلقت جوا من التكهنات والتخمينات التي لا ترتكز على أساس. ونوهت الوكالة، في تقرير لها، أنه وبحلول يوم اجتماع لجنة السياسة النقدية، فإنه سيكون بيلي قد لزم الصمت عن الحديث العلني لأكثر من 10 أسابيع، باستثناء بيان من جملة واحدة بعد اجتماع سعر الفائدة في يونيو، مشيرة إلى أن هذه تعتبر أطول فترة قضاها دون التواصل منذ أكثر من أربع سنوات كمحافظ.


وعزت "بلومبيرج" ذلك إلى فترة التعتيم خلال الحملة الانتخابية التي استمرت ستة أسابيع في بريطانيا كسبب رئيسي لصمته، وذلك على الرغم من أن خبراء الاقتصاد لاحظوا أنه كان من الممكن أن يختار التحدث علنا منذ ذلك الحين.

وأشارت الوكالة إلى أنه وبعد البيانات الاقتصادية المتقلبة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك أرقام التضخم الأسرع من المتوقع، أصبح الشعور بأن تكون هناك فترة صمت أكثر أهمية قبل اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة، والذي يراه المستثمرون أنه شيء يحيط به الغموض.

ونقلت الوكالة عن توماس ويلاديك، المسؤول السابق في بنك إنجلترا الذي يقدم المشورة لصانعي السياسات، أنه من المضحك أن بيلي لم يتحدث بعد، موضحا أنه سيكون هناك خفض في أغسطس أو سبتمبر، و"لكن من الصعب تحديد ذلك بدقة".

ونسبت "بلومبيرج" إلى دان هانسون، الخبير الاقتصادي البريطاني، القول إنه من المدهش أن صناع السياسات النقدية لم يسعوا إلى تقديم المزيد من التوجيه، خاصة بعد البيانات الأخيرة. وأضاف الخبير أن هناك تسليطا للضوء بصورة كبيرة على محضر اجتماع يونيو الماضي، لاستنباط ما يمكن أن يحدث الشهر المقبل، مشيرا إلى أنه ليس من الواضح أن هذا هو المعيار الصحيح، وذهب هانسون إلى أنه من الصعب للغاية أن تكون لديك قناعة قوية بشأن ما سيفعله بنك إنجلترا.

وذكرت "بلومبيرج" أن القرار المرتقب يمكن أن يكون نقطة تحول محورية، وأنه يجب على بيلي أن يقرر ما إذا كان سيدعم اثنين من واضعي أسعار الفائدة الذين يطالبون بالفعل بتخفيضات أسعار الفائدة، أو الاستمرار في الوقوف إلى جانب المتشددين الذين يحذرون من أن ضغوط الأسعار الأساسية لا تزال تشكل خطرا.

وزادت أن ما توصلت إليه اللجنة بعدم خفض تكاليف الاقتراض في يونيو الماضي "متوازن بدقة" بالنسبة للبعض، وفقا لمحضر ذلك الاجتماع، مشيرة إلى زيادة التكهنات بما سيكون في اجتماع أغسطس، على الرغم من أن المتداولين يرون الآن فرصة بنسبة 40 في المئة لخفض الفائدة بعد أن أظهرت البيانات استمرار ضغوط التضخم.

وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، ينظر إليه أنه من بين أولئك الذين اقتربوا من خفض أسعار الفائدة في يونيو، في حين يتردد بعض أعضاء اللجنة في تخفيف السياسة في وقت يمكن أن يكون مبكر جدا.

كما أوضحت أن هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، يتخذ نهجا أكثر توازنا، لكنه لا يزال يحذر من أن توقيت خفض أسعار الفائدة "سؤال مفتوح". ورأت "بلومبيرغ" أن صعوبة قراءة نوايا بنك إنجلترا ليست مشكلة جديدة، فلقد أربك صناع السياسات النقدية المستثمرين عندما بدؤوا 14 زيادة متتالية في أسعار الفائدة للقضاء على التضخم، مما فاجأ الأسواق أولا من خلال إبقاء السياسة ثابتة في نوفمبر 2021، ثم من خلال رفع تكاليف الاقتراض في الشهر التالي.

وأضافت أنه كذلك أثار صمت طويل آخر من جانب صناع السياسات بين ديسمبر 2021 وفبراير 2022 الدهشة، حيث حاول المستثمرون الحكم على موعد الزيادة الثانية، وذكرت الوكالة أنه ردا على الانتقادات بخصوص الصمت، قال بيلي إنه ليس من مهمة لجنة السياسة النقدية توجيه الأسواق يوميا وأسبوعيا.

وضربت الوكالة مثلا بالبنك المركزي الأوروبي، الذي قدم تعهدا قويا بخفض تكاليف الاقتراض في يونيو، لدرجة أنه انتهى به الأمر إلى الوفاء بذلك على مضض، مباشرة بعد أن أظهرت البيانات ارتفاعا في التضخم، مما حدا بصناع السياسات بإطلاق إشارات غامضة قبل قرارهم في سبتمبر المقبل.

وختمت "بلومبيرغ" بتصريح نسبته لنيل ميهتا، المسؤول في شركة "آر بي سي بلو بي أي إم"، أن هناك جانبا إيجابيا واضحا لافتقار بيلي إلى التواصل، حيث إنه وجد أن النتيجة لذلك هي وضوح أكبر مما كان يمكن أن يكون عليه الحال.

وقال عندما يتحدث بيلي، فهو في الواقع يربك السوق أكثر، فعندما تفكر في الأشهر الستة الأخيرة من قرارات أسعار الفائدة، إذا كنت قد نظرت للتو إلى البيانات ولم تستمع إلى أي من خطابات أعضاء لجنة السياسة النقدية، لكنت قد فهمت الأمر بشكل صحيح.

هل الموضوع مفيد؟
شكرا
اعرف / قارن / اطلب