ما هي أفضل استراتيجية مؤشرات البورصات العالمية؟
لا شك أن مؤشرات البورصات العالمية تعد بمثابة أداة حيوية في عالم الاستثمار، حيث تمكن المستثمرون من تتبع الأداء العام للأسواق المالية المختلفة، مما يمنحهم الفرصة في التعرف على الاتجاهات المستقبلية لسوق البورصة، وبالتالي توجيه الاستثمارات نحو الأسواق التي أمامها مستقبل أفضل، ولكن يكمن التساؤل هنا في ما هي أفضل استراتيجيات تداول مؤشرات البورصات العالمية؟
فيما يلي سنتعرف بشكل تفصيلي عن ما هو مفهوم المؤشرات المالية، وما هي أنواعها، وكيف يمكن اختيار الاستراتيجيات المناسبة لتداول هذه المؤشرات؟ فابقوا معنا.
ما هي مؤشرات البورصات العالمية؟
المؤشر المالي، هو بمثابة مقياس إحصائي من خلاله يتم قياس أداء مجموعة من الأسهم أو الأصول المالية، وتختلف هذه المؤشرات بناءً على اختلاف السوق التي تقيسها، ويمكن أن تتعلق بمؤشرات محلية أو عالمية.
أبرز مؤشرات البورصة
- مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA): يتتبع أداء 30 شركة كبيرة في الولايات المتحدة.
- مؤشر S&P 500: مؤشر SP 500 يقيس أداء 500 شركة أمريكية كبيرة ومتوسطة الحجم.
- مؤشر نيكاي 225: يتابع أداء 225 شركة يابانية.
- مؤشر FTSE 100: يقيس أداء 100 من أكبر الشركات البريطانية.
من الجدير بالذكر، أنه عند تداول المؤشرات لا يعني ذلك شراء الأسهم الفردية كما يحدث في التداول العادي، ولكن يشمل شراء أو بيع سلة من الأصول التي تتبع هذا المؤشر.
لماذا يتم تداول مؤشرات البورصات ؟
يمكن أن يكون للتداول على المؤشرات عدة فوائد على المتداولين أهمها التالي.
تنويع المحفظة الاستثمارية: فبدلًا من الاستثمار في شركة واحدة وعلى سهم واحد، يوفر المؤشر الاستثمار في سلة متنوعة من الأصول. يجب التنويه هنا أنه من المهم معرفة العمولات والسبريد في الشركات (معنى Spread).
توجيه الاستثمار بناءً على الأسواق: يمكن للمؤشرات أن تعطي لمحة عامة عن أداء السوق أو الاقتصاد.
التحكم في المخاطر:
يمكن أن يقلل الاستثمار في المؤشرات من المخاطر المرتبطة بالأسهم الفردية، فالتداول الفردي يمكن أن يعرض المتداول للخسارة في حالة إذا انقلب السوق عكس توقعاته، ولكن في تداول المؤشر أنت تداول على مجموعة واسعة من الأسهم لذا نجاح هذا التداول يعتمد على إجمالي أداء هذه المجموعات متحدة مع بعضها البعض.
كيف تختار الإستراتيجية المناسبة؟
عند التداول في المؤشرات أو حتى عند التداول في البورصة بشكل عام، حتى ولو كنت تداول في أسهم فردية ينبغي عليك مراعاة هذه المعايير التي تتمثل في التالي.
الأهداف المالية:
من المهم أن تعرف ما هي أهدافك كمتداول؟ التي تسعى إلى الوصول إليها، هل تبحث عن تحقيق أرباح قصيرة الأجل والحصول على أرباح فورية بسيطة، أو بناء ثروة على المدى الطويل والحصول على أرباح كبيرة ولكن في فترة زمنية أطول.
مدى تحملك للمخاطر:
التداول مهما كان يبدو رائعًا يحتوي على المخاطر، وأنت يجب أن تعرف ما هي كمية المخاطر التي أنت مستعد لتحملها؟ خصوصًا أن المؤشرات العالمية تتعرض لتقلبات كبيرة، وفي المجمل يجب ألا تخاطر بأكثر مما يمكنك تحمله من خسارة في رأس مالك.
الإطار الزمني للاستثمار:
هل تريد تداولًا قصير الأجل مستعد معه لأن تكون مطلعًا أول بأول على تطورات السوق، وتأخذ قرارات استثمارية سريعة، أم طويل الأجل هاديء نوعًا ما، وليس لديه الكثير من المخاطر.
استراتيجيات تداول مؤشرات البورصات العالمية
هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها عند تداول مؤشرات البورصات. سنستعرض فيما يلي بعض الاستراتيجيات الشائعة والناجحة.
1. إستراتيجية الشراء والاحتفاظ (Buy and Hold)
واحد من أكثر الاستراتيجيات المستخدمة في عالم التداول وأكثرها شيوعًا بين المستثمرين، هي إستراتيجية الشراء والاحتفاظ سواء كانت في تداول الأسهم، أو السلع مثل شراء الذهب مقابل الدولار، وهي استراتيجية تناشد الباحثين عن استثمار طويل الأجل، وفي هذه الاستراتيجية يتم الاعتماد على شراء المؤشرات والاحتفاظ بها لفترة طويلة دون الالتفات إلى التقلبات اليومية أو الشهرية في السوق وعندما يرتفع سعرها بعد مدة طويلة يقوم المستثمر ببيعها، وتحقيق الربح من وراء فارق سعر الشراء والبيع، والفكرة هنا تكمن في أن الأسواق ترتفع بشكل عام على المدى الطويل، وبالتالي فإن الاحتفاظ بالمؤشر لفترة طويلة سيمكنك من تحقيق عوائد مرتفعة.
لذا إذا كنت من محبي الاستثمار طويل الأجل وليس لديك وقت طويل للتواجد في سوق التداول، وترغب في تحقيق نمو بطيء مع أقل قدر من المخاطر، فإن اعتماد هذه الاستراتيجية مناسبة لك بكل تأكيد.
2. استراتيجية التحليل الفني (Technical Analysis)
في هذه الاستراتيجية يتم الاعتماد على دراسة حركة الأسعار التاريخية، وكذلك استخدام أدوات الرسوم البيانية للتعرف على أين يتجه مستقبل المؤشرات التي تريد التداول عليها؟ يستخدم المتداولون في هذه الاستراتيجية أدوات مثل مؤشرات القوة النسبية (RSI)، المتوسطات المتحركة (Moving Averages)، والنقاط المحورية (Pivot Points) لاتخاذ قرارات الشراء أو البيع. تعد استراتيجية التداول هذه مثالية لهؤلاء الذين لديهم خبرة في التعامل مع الأدوات المالية وقراءة تحركات السوق.
3. استراتيجية التداول اليومي (Day Trading)
التداول اليومي هو تداول قصير الأجل صفقات البيع والشراء فيه قد تستغرق عدة دقائق أو أقل، حيث يشتري المستثمرون والمتداولين المؤشرات، ويبيعونها في نفس اليوم، الهدف من وراء التداول اليومي هو الاستفادة من تقلبات السوق الصغيرة التي يشهدها على الأسعار على مدار الساعة، وبالرغم من أن هذه الاستراتيجية تعد بفرصة تحقيق أرباح سريعة، ولكنها في نفس الوقت تكون محفوفة بالمخاطر والمجازفة، فإذا كنت ممن يحبون المجازفة، ولديك الوقت الكافي لمتابعة استثمارك، والبقاء على إطلاع دائم بتقلبات السوق يمكن ان تكون هذه الاستراتيجية مثالية لإدارة استثمارك.
4. استراتيجية التحليل الأساسي (Fundamental Analysis)
في استراتيجية التحليل الأساسي يتم التركيز على دراسة العوامل الاقتصادية المختلفة التي يمكن أن تؤثر على أسواق التداول، كالنمو الاقتصادي ومعدلات البطالة، والسياسات المالية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على تحركات السوق المالي، واعتماد هذه الاستراتيجية لا يمكن المتداول فقط من معرفة حركة الأسعار، ولكنه أيضًا يمكن من التنبؤ بأداء المؤشر مستقبلًا بشكل تقريبي.
هكذا نختم معكم هذا المقال، حول أفضل استراتيجيات تداول مؤشرات البورصات العالمية.