البنوك المركزية العالمية في مواجهة الانعكاسات الاقتصادية لفيروس كورونا
الكاتب
صرحت بعض البنوك
المركزية العالمية إلى استعدادها لاتخاذ إجراءات للحد من تأثير فيروس كورونا على اقتصادات
العالم، وكانت تصريحات بعض رؤساء البنوك المركزية العالمية إلى طمأنة الأسواق التي
شهدت حالة ذعر مع تزايد القلق من أن الوباء يمكن أن يعرض صحة الاقتصاد العالمي للخطر.
وأكد وزير الخزانة
الأميركي ستيفن منوتشن، ورئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول إجراء مكالمة مع نظرائهما
في مجموعة السبع، اليوم الثلاثاء، حسبما أعلنت وزارة الخزانة بيان لها في وقت متأخر، وتسعى الحكومات جاهدة لمواجهة
الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 3100 شخص، بينهم ستة في الولايات المتحدة، فيما ارتفع
عدد المصابين به إلى أكثر من 90 ألف شخص مع انتشاره في جميع أنحاء العالم، مما أثار
مخاوف من زعزعة الوضع الاقتصادي على نطاق واسع.
وقالت كريستين
لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في بيان "نحن على استعداد لاتخاذ تدابير
مناسبة وموجهة، حسب الاقتضاء وتتناسب مع المخاطر الأساسية". وحاول كبار المسؤولين
الماليين في أوروبا أيضًا تهدئة المخاوف من حدوث تدهور اقتصادي نتيجة للوباء، كما فعل
البنك المركزي في القارة.
وعبر وزير الخزانة
البريطاني ريشي سناك عن موقف مماثل في بيان صدر مساء الاثنين، قائلاً: "نحن على
استعداد جيد لمواجهة هذا التهديد العالمي، ومع اتضاح الصورة الاقتصادية الأوسع، نحن
على استعداد للإعلان عن المزيد من الدعم عند الحاجة وكان باول قد أصدر الجمعة بيانًا
تعهد فيه بأن "الاحتياطي الفدرالي سوف يستخدم أدواتنا ويتصرف حسب الاقتضاء لدعم
الاقتصاد".
أنعش إعلان الولايات
المتحدة بورصة وول ستريت، التي تحسنت الاثنين بعد أسوأ أسبوع منذ عام 2008 انخفضت فيه
مؤشراتها 12.4%.
وسجل مؤشر داو
جونز الصناعي الاثنين ارتفاعاً بنسبة 5.0%، وحيث انتقلت عدوى المكاسب إلى آسيا في معظمها،
إذ خفض البنك المركزي الأسترالي أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 0.5% وسط
مخاوف من أن يؤدي تفشي فيروس كورونا إلى دفع البلاد إلى الركود.
ومع ذلك، فقدت
أسهم طوكيو مكاسبها المبكرة وأغلقت على انخفاض الثلاثاء، في ظل تشكيك المستثمرين بنتائج
اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع، حسبما قال محللون في السوق، وقفزت الأسواق الرئيسية
في أوروبا بنسبة 1.5% في بداية التداول الثلاثا الماضى .
وفيما بدأ الوباء
للتو يبطئ عمل المصانع أو يؤدى إلى إفراغ رفوف المتاجر خارج الصين، غير أنه أصاب بالفعل
قطاعي النقل والسياحة فقلصت الشركات برامج السفر وألغيت كذلك فعاليات.
وأغلق متحف اللوفر
الفرنسي الشهير الذي يحظى بأعلى إقبال لزيارته في العالم خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث
رفض الموظفون العمل خشية التعرض للفيروس، بينما ألغت الولايات المتحدة الاثنين قمة
قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا المقرر عقدها في لاس فيغاس في إبريل المقبل.
وأقر باول في بيانه
الجمعة بأن الوباء يشكل خطرا على النمو وأظهر مسح مرتقب للصناعة الأميركية الاثنين
أن قطاع الصناعات التحويلية تباطأ بشكل حاد في شباط، بسبب الفيروس، بعد أن بدأت تظهر
عليه علامات التعافي من جراء تأثير الحرب التجارية الأميركية مع الصين.
وخفضت منظمة التعاون
الاقتصادي والتنمية الاثنين توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار نصف نقطة
مئوية إلى 2.4%، وهو أدنى معدل منذ الأزمة المالية في 2008-2009. وقالت إن الاقتصاد
العالمي يواجه خطر الانكماش التام في الربع الأول.
وقالت مؤسستا الإقراض:
"سوف نستخدم أدواتنا المتاحة إلى أقصى حد ممكن، بما في ذلك التمويل الطارئ، وتقديم
المشورة بشأن السياسات والمساعدة الفنية".