جائزة نوبل في الاقتصاد.. في المزاد
عندما يُفكر الناس في المزاد، فإنهم يفكرون في تلك القاعة التقليدية التي يجتمع فيها مجموعات من البائعين والمشترين في مواعيد محددة، وتنتهي بالتزايد على شراء سلعة ما، وتتم الصفقة بانتقال السلعة من البائع إلى مشترى (يقدم أعلى ثمن)، بغض النظر عن كون الصفقة على أرض الواقع تحقق العدالة للطرفين أم لا، كان هذا هو واقع المزادات بالأسلوب التقليدي بحلوة ومره، قبل تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وظهور تطبيقات جوجل التي غيرت من موازين وثقافة العالم كله.
وعند هذا الحد تفرغ اثنين من العلماء الأمريكان لسنوات لمعالجة الانتقادات المقدمة لنظم وإجراءات المزادات التقليدية، وقدموا نظرية جديدة أطلقوا عليها نظرية المزاد، وصمموا أشكالًا جديدة للمزادات المتعلقة بالبضائع والخدمات التي يصعب بيعها بالطرق التقليدية، مثل الترددات والاتصالات اللاسلكية، مبيعات الكهرباء، الإعلانات عبر الإنترنت، وبصفة عامة تخصيص الأصول بأفضل طريقة.
ولأن العالمين الكبيرين قد قدموا بذلك إضافة غير مسبوقة لكل من البائعين والمشترين ودافعوا الضرائب في لحاء العالم، واخترعوا نماذج وأشكال متطورة جديدة للمزادات تتناسب مع تكنولوجيا العصر وتقلل المخاطر وتساعد الأطراف المشتركة على معرفة القيمة الاقتصادية الحقيقية للسلع المعروضة للبيع في الحاضر والمستقبل، ولكل ذلك فقد تم منحهما مناصفة جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2020.
العالمين هما ميلغروم وويلسون، وهما استاذان في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، وتقاسم كل منهما الجائزة، والتي تقدر مادياً بمليون يورو تقريبًا.
من المعروف أن جائزة نوبل للاقتصاد لم تكن واحدة من الجوائز الأساسية التي اوصى بها ألفريد نوبل، ولكن هي جائزة استحدثها ومولها بنك السويد المركزي منذ عام 1969، وأطلق عليها جائزة بنك السويد المركزي في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل، وهي جائزة سنويةً تمنح للإنجازات والأعمال المتميزة في مجالات الاقتصاد. وتعد أرفع وأهم جائزة في هذا المجال، وحتى الآن تم منح 45 جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لـ 74 عالمًا.