بعد عودة الأجانب للشراء.. كل ما تريد معرفته عن أدوات الدين الحكومية
الكاتب
تسارعت وتيرة تدفقات استثمارات الأجانب في
أدوات الدين الحكومية المصرية ( أذون الخزانة والسندات) منذ بداية العام لتبلغ ذروتها الأسبوع
الحالي بنسبة مشاركة بلغت حوالي 30% في المتوسط في عطاءات أذون الخزانة، وحوالي نسبة
55% في عطاء سندات الخزانة خمس وعشر سنوات
وقالت وزارة المالية المصرية أمس إن شهر يناير
الجاري شهد عودة قوية للمستثمرين الأجانب في أدوات الدين الحكومية بعد انتهاء موسم
العطلات.
وتمثل تلك التدفقات تحولا مهما بعد أن شهدت الأشهر
الأخيرة خروج استثمارات أجنبية في أدوات الدين الحكومية قدرت بنحو 10 مليارات دولار،
في خضم الموجة البيعية التي ضربت الأسواق الناشئة العام الماضي، وهو ما وضع ضغطا كبيرا
على البنك المركزي وعلى القطاع المصرفي بالكامل.
ماذا تعني أدوات الدين؟
أدوات الدين الحكومي تشمل أذون وسندات
الخزانة و"أذون الخزانة" هي إحدى أدوات الدين الحكومية، وتصدر لحاملها ولآجال
تراوح بين ثلاثة أشهر و12 شهراً، لذلك تعد أداة مالية قصيرة الأجل، كونها لمدة ولأجل
أقل من العام، ويتم التعامل بها في أسواق المال الثانوية والتداول عليها بيعا وشراء.
وتتميز "أذون الخزانة" بأنها أدوات
مالية منخفضة المخاطر، بمعنى سهولة التصرف فيها دون أن يتعرض حاملها لأية خسائر رأسمالية،
وعند حلول تاريخ الاستحقاق تلتزم الحكومة بدفع القيمة الاسمية المدونة على وثائق
"أذون الخزانة".
أما "السندات الحكومية"
فلها التعريف نفسه الخاص بـ "أذون الخزانة"، إنما الاختلاف بينهما في أجل
الاستحقاق، كونه يراوح بين سنتين و20 عاماً في حالة "السندات الحكومية"،
بالتالي فهو أجل طويل، ومن المؤكد أن السندات الحكومية أقل مخاطرة من سندات الشركات.
ما أسباب اللجوء لطرح عطاءات أذون الخزانة؟
تعد أذون الخزانة إحدى الأدوات المهمة في توفير
السيولة النقدية في الآجال القصيرة وتتمتع أذون الخزانة بمرونة كاملة وحرية واسعة وقدرة
عالية من التوافق مع متغيرات التعامل قصيرة الأجل ومن ثم تعد أداة توازنية لأحداث الاستقرار
النقدي والتأثير في حجم المعروض النقدي والقوة الشرائية المطروحة في التداول.
تأثير ارتفاع أو انخفاض عائد أذون الخزانة على
الاقتصاد المحلي للدولة
كلما ارتفع العائد على أذون الخزانة كلما ازداد
العبء الذي تتحمله الدولة- وبما أن أذون الخزانة تستخدم لسد العجز في الموازنة ولا
تستخدم فى مشروعات منتجة تدر عائدا - فضلا على انها تسدد بفوائد - فإن الدولة تقترض
من جديد من خلال إصدار أذون خزانة جديدة ويمبلغ أكبر سدادا للديون القديمة ونظل ندور
في حلقة مفرغة.
ويساهم خفض سعر الفائدة على الإيداع والإقراض
في تراجع العائد على أذون الخزانة والسندات الحكومية، وهو ما يعمل على خفض عجز الموازنة،
خاصة وأن الحكومة أكبر مقترض من البنوك حاليا.
ما هي أهمية عودة الأجانب للاستثمار في
أدوات الدين المصرية؟
تسمى الأموال التى تدخل من خلال الأذون والسندات الأموال الساخنة وتعتبر
في بعض الأوقات وسيلة لجذب العملة الصعبة للبلاد، وتحقيق سيولة نقدية في الأجل القصير.
وفي حالة مصر فإن هذه الأموال ساهمت في حل مشكلة نقص العملة الصعبة، وكبح
السوق السوداء، واستقرار سعر الصرف، بعد تعويم الجنيه.
كما أنها ساهمت في رواج الأسهم في البورصة، مع إقبال الأجانب على الشراء
للاستفادة من رخص أسعارها بالعملة المحلية.
ما الذي حدث للدولار بعد عودة الأجانب؟
عودة الأجانب لشراء أدوات الدين الحكومية أعطى قوة للجنيه أمام الدولار
حيث انخفض الدولار أمام الجنيه خلال الفترة الأخيرة لأعلى مستوى منذ عامين، وإذا استمرت
التدفقات الأجنبية عند هذه الوتيرة، فإنها بالطبع ستدعم الجنيه، فيما نقترب من موسم
رمضان الذي يشهد ذروة الطلب المحلي على العملة الصعبة، نظرا لارتفاع وتيرة الاستيراد،
إلى جانب اقتراب انتهاء موسم الإجازات في الصين.