«تحويشة».. استراتيجية تعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة في مصر
شهدت السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في جهود الحكومة المصرية نحو تحقيق الشمول المالي، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الفئات المهمشة من الوصول إلى الخدمات المالية الرسمية، ومن بين المبادرات التي تم إطلاقها لتحقيق هذا الهدف برز تطبيق “تحويشة” الذي أطلقه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع البنك المركزي المصري وعدد من البنوك المحلية. يُعد تطبيق “تحويشة” حلًا رقميًا مبتكرًا يستهدف النساء، خاصةً في المناطق الريفية والمحرومة؛ بهدف تعزيز قدراتهن المالية وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية.
آلية عمل تطبيق “تحويشة”
يعتمد تطبيق “تحويشة” على تشكيل مجموعات الادخار والإقراض الرقمي، وهو نموذج مستلهم من الأساليب التقليدية التي تعتمدها النساء في الادخار الجماعي، لكن مع دمجه بأدوات التكنولوجيا الحديثة.
ويقدم التطبيق منصة تتيح للمستفيدات فتح حسابات إلكترونية، تسجيل المدخرات، وإجراء معاملات إقراض رقمية بين أعضاء المجموعات بسهولة وأمان.
كما يقدم التطبيق خدمات مبتكرة مثل تعزيز الشمول المالي والرقمي، وتوعية المستفيدات بأهمية إدارة الأموال والاستثمار في مشروعات خضراء وصديقة للبيئة، ويساعد المشروع كذلك في تقليل الفجوة المالية بين الجنسين في مصر؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من النساء في الريف ما زلن خارج النظام المالي الرسمي.
البنوك المشاركة في تطبيق “تحويشة”
- البنك الزراعي المصري: شريك رئيسي في المشروع، يعمل على تيسير عملية فتح الحسابات الرقمية للسيدات وتوفير التدريب للميسرات.
- بنك مصر: يقدم خدمات التدريب للمشرفين الميدانيين على استخدام التطبيق لضمان الانتشار الفعال للمبادرة.
- البنك الأهلي المصري: يساهم في تعزيز البنية التحتية الرقمية اللازمة لنجاح التطبيق.
- بنك الإسكندرية: يدعم جوانب الابتكار المالي والتكنولوجي في المشروع.
- بنك التنمية الصناعية: يركز على تمويل المشروعات الصغيرة التي قد تنبثق من مجموعات الادخار والإقراض.
- بنك ناصر الاجتماعي: يساهم في توسيع نطاق الخدمات المالية المقدمة ودعم المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا.
أرقام وإحصائيات “تحويشة”
- عدد المستفيدات المستهدفة: يستهدف التطبيق إدماج 100 ألف سيدة في النظام المالي الرسمي في 9 محافظات.
- مجموعات الإدخار والإقراض الرقمية: بلغ عدد المجموعات نحو 3 آلاف و349 مجموعة.
- عدد المستفيدين الإجمالي: نحو 105 آلاف شخص.
- مبادرات التوعية المالية: بلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرات نحو 70 ألف و500 مستفيد.
- خدمات المحاكاة البنكية: قدمت المحاكاة البنكية “تحويشة في بنك” خلال عام 2023 نحو 345 ألف و677 خدمة استفاد منها 43 ألف و429 شخصًا في 20 محافظة.
خدمات التوعية والتثقيف
- التوعية بمختلف الإجراءات والخدمات البنكية عبر ميسرات الشمول المالي، اللواتي يعملن كموظفات بنك في أكشاك المحاكاة لتوضيح العمليات المصرفية للسيدات بطريقة مبسطة.
- خدمات التثقيف في الشمول المالي والرقمي والمشروعات الخضراء والذكية.
- دعم منتجات الحرف والمشاغل والوحدات التدريبية الإنتاجية.
- استخراج بطاقات الرقم القومي للسيدات.
- برامج استثمار الفتيات مثل “نورة” و”دوي”.
- أنشطة التدريب والتنمية الموجهة لتعزيز قدرات المرأة.
تحليل ودلالات
- تعزيز الشمول المالي: إدماج 100 ألف سيدة في النظام المالي الرسمي يُعد خطوة كبيرة نحو تقليل الفجوة المالية بين الجنسين، خاصةً في المناطق الريفية.
- التأثير الاقتصادي المحلي: تتيح مجموعات الادخار والإقراض وسيلة فعّالة للحصول على تمويل بسيط لدعم المشروعات الصغيرة وتحسين مستوى المعيشة.
- التحديات المحتملة: تشمل استدامة البنية التحتية الرقمية والتطوير المستمر لأدوات مالية تناسب احتياجات النساء.
- الوعي المالي: يؤكد تركيز المشروع على التوعية المصاحبة للخدمات الرقمية أهمية التعليم المالي لتحقيق الاستفادة المثلى.
توصيات
- زيادة التغطية الجغرافية: توسيع نطاق المبادرة لتشمل جميع المحافظات مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجًا.
- التقييم المستمر: إجراء دراسات منتظمة لقياس تأثير المشروع على الوضع المالي والاجتماعي للسيدات.
- تعزيز الشراكات: التعاون مع المزيد من البنوك والجهات المحلية لدعم الابتكار المالي.
يُشار إلى أن تطبيق “تحويشة” ليس مجرد مشروع رقمي؛ بل هو أداة استراتيجية لتمكين المرأة وتعزيز الشمول المالي في مصر من خلال التركيز على المجتمعات الريفية والمحرومة، كما يُعد التطبيق نموذجًا يحتذى به في تحقيق التنمية المستدامة، ويمثل خطوة نحو مستقبل أفضل للمرأة والمجتمع المصري ككل.
