الذهب يواصل الصعود وسط تصاعد التوترات التجارية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا ملحوظا خلال تعاملات الثلاثاء؛ حيث اتجه المستثمرون إلى المعدن النفيس كـ ملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية.

وجاء هذا الارتفاع بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، ما أدى إلى تخوف الأسواق من اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق؛ ونتيجة لذلك تجاوز سعر الأونصة حاجز 2942 دولارا للمرة الأولى في التاريخ.
تحديث الأسعار
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% ليصل إلى 2939.80 دولارا للأونصة، بعدما سجل مستوى قياسي بلغ 2942.70 دولارا في وقت سابق من الجلسة، فيما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنفس النسبة، ليصل سعرها إلى 2966 دولارا.
يأتي هذا الارتفاع مدفوعا بزيادة الإقبال على الذهب، في ظل تزايد المخاوف من التأثيرات الاقتصادية للرسوم الجمركية الجديدة؛ حيث أنه من المتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في رفع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة، وهو ما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة تحافظ على قيمتها وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق
أدت الزيادة في الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى تصاعد القلق بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي؛ حيث شهدت الأسواق موجة جديدة من الإقبال على الذهب، والذي اقترب سعره من عتبة الـ 3000 دولار للأونصة، مع توقعات باستمرار ارتفاعه في حال استمرار التوترات التجارية.
على جانب آخر، يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، والذي من المتوقع أن يعطي إشارات مهمة حول توجهات التضخم في الفترة المقبلة، فيما من المنتظر أن يدلي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشهادته أمام الكونغرس، ما قد يؤثر على تحركات الأسواق المالية.
أداء المعادن النفيسة الأخري
شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة، في ظل ارتفاع أسعار الذهب؛ حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 31.87 دولارا للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.7% مسجلا 986.46 دولارا، فيما ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.4% ليصل إلى 987.25 دولارا.
وعلى الرغم من أن المخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية قد تدعم بعض المعادن النفيسة، إلا أن التباطؤ في الطلب الصناعي يحد من مكاسبها، ما يجعل تأثير هذه التغيرات الاقتصادية متفاوتا بين مختلف الأصول الاستثمارية، ومع استمرار التوترات التجارية واتجاه الأسواق نحو الأصول الآمنة، يواصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة، ما يعكس تزايد الطلب عليه كوسيلة للتحوط من المخاطر الاقتصادية، في الوقت الذي تزاز التوقعات فيه بأن تظل تحركات أسعار المعادن النفيسة مرهونة بالتطورات السياسية والاقتصادية العالمية؛ في ظل ترقب البيانات الاقتصادية المقبلة.