رئيس التحرير
محمد صلاح
الأخبار

مجموعة QNB تتوقع تحرك الدولار نحو مستويات أكثر اعتدالا

مجموعة QNB
مجموعة QNB
هل الموضوع مفيد؟
شكرا

رجح بنك قطر الوطني QNB تحرك الدولار نحو مستويات أكثر اعتدالا، بدعم من إجراءات ضبط الأوضاع المالية والتيسير النقدي الإضافي، والإدارة الأمريكية الجديدة التي ستركز على معالجة الاختلالات؛ حيث رأى البنك في تقريره الأسبوعي مجالا محدودا لحدوث مزيد من الارتفاع في قيمة الدولار الأمريكي بما يتجاوز المستويات الحالية.


 

لفت التقرير، إلى أن هناك عددا قليلا من المؤشرات التي تعكس توجهات الاقتصاد الكلي العالمي مثلما تفعل تقلبات أسعار العملات؛ حيث ينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأسواق العميقة والسائلة للعملات الأجنبية الرئيسية في الاقتصادات المتقدمة، مثل الدولار الأمريكي، والين الياباني، واليورو، والفرنك السويسري، والجنيه الإسترليني.

 

وتعتمد أسعار صرف العملات الأجنبية على تدفقات رؤوس الأموال، التي تتأثر بردود الفعل الفورية والتوقعات المتعلقة بالرغبة في المخاطرة والأداء الاقتصادي النسبي وفروق أسعار الفائدة.

 

أشار التقرير، إلى أن أسواق العملات الأجنبية الرئيسية شهدت تقلبات كبيرة في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة تقارب 6 بالمائة منذ سبتمبر 2024، على خلفية فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2024، مبينا أن هذا التحرك السريع في الدولار الأمريكي يعكس تقلبات غير عادية، والتي تتزامن مع تقلبات العوائد الدورية للأسهم الأمريكية.

 

وأوضح التقرير، إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي تجاوز المستويات الحرجة التي شهدناها في سبتمبر 2023، وذلك بالتزامن مع “ذروة” تدابير التشديد التي اتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي.

 

ونتيجة لذلك، فقد بدأ المحللون والمستثمرون في مناقشة الاتجاه المتوقع للدولار الأمريكي، فيما يرى عدد من المحللين الاقتصاديين والمستثمرين أن الدولار الأمريكي ينبغي أن يحظى بدعم جيد من زيادة التعريفات الأمريكية على الشركاء التجاريين الرئيسيين من قبل ترامب، وقوة أداء الاقتصاد الأمريكي، واحتمال اضطرار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التصرف بحذر أكبر تجاه السياسة النقدية مقارنة بنظرائه، على خلفية ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.

 

واعتبر التقرير، أن هناك مبالغة في تقييمات الدولار الأمريكي، إلا أن التحليلات تشير إلى أن هذه التقييمات قد تحتاج إلى تعديل؛ حيث تظهر بيانات سعر الصرف الفعلي الحقيقي لشهر ديسمبر 2024 أن الدولار الأمريكي يعد العملة الأكثر مبالغة في التقييم بين العملات الرئيسية في العالم المتقدم، إذ تزيد تقييماته بنسبة 21.8 بالمائة عن “قيمته العادلة” النظرية.

 

وأفاد التقرير، بأن هناك مجالا لسيناريو مختلف يتجاوز فكرة “الدولار القوي” على المدى البعيد، مشيرا إلى عاملين يدعمان وجهة نظره بشأن الرياح المعاكسة المحتملة للدولار على المدى المتوسط؛ حيث يوضح العامل الأول أن التحولات في الموقف المالي للاقتصادات المتقدمة الكبرى قد تؤدي إلى تضييق الفجوات في النمو وأسعار الفائدة بينها وبين الولايات المتحدة، في إشارة إلى أنه في السنوات الأخيرة، كانت الولايات المتحدة أكثر جرأة من نظيراتها في تطبيق السياسات المالية التوسعية، ما ساعد في تعزيز أدائها الاقتصادي، لكن في المقابل، أسفر ذلك عن زيادة العجز إلى نحو 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

 

نوه التقرير، بأنه في الوقت الحالي، ومع استعداد الفريق الاقتصادي الأمريكي الجديد لتنفيذ عملية ضبط مالي كبيرة للحد من العجز إلى 3 بالمائة بينما تميل الاقتصادات المتقدمة الأخرى إلى تبني تدابير أكثر توسعية، فإن أسبقية النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة قد تبدأ في التراجع، وفي النهاية، يؤدي تقليص الفارق في النمو إلى تفضيل العملات الأخرى على الدولار الأمريكي.

 

وفيما يخص العامل الثاني، أشار التقرير، إلى أنه رغم حالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة واعتقاد البعض بأن التيسير النقدي انتهى، إلا أن التقرير يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينفذ على الأقل تخفيضين آخرين لأسعار الفائدة في عام 2025.

 

خلص التقرير إلى أن الاتجاه الهبوطي الكبير في التضخم غير الدوري والتباطؤ في النشاط الاقتصادي وسوق العمل المرن في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة حتى تصل إلى مستويات محايدة، ما يؤثر على فارق أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى، وبالتالي يسهم في تسهيل الأوضاع المالية العالمية وتحفيز تدفق رؤوس الأموال نحو الأصول غير المقومة بالدولار الأمريكي.

هل الموضوع مفيد؟
شكرا
اعرف / قارن / اطلب