نمو مفاجئ للاقتصاد الصيني بنسبة 5.4% في الربع الأول بدعم من انتعاش الصادرات

حقق الاقتصاد الصيني نموًا تجاوز التوقعات بنسبة 5.4% خلال الربع الأول من عام 2024، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة يوم الأربعاء. ويعود هذا الأداء القوي إلى انتعاش ملحوظ في الصادرات، رغم تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة التي تلقي بظلالها على الآفاق المستقبلية.

وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا نموًا بنسبة 5.1%، أي أقل من القراءة الفعلية، مما يعكس مرونة الاقتصاد الصيني في بداية العام، على الرغم من الضغوط المرتبطة بتراجع سوق العقارات وضعف الطلب المحلي.
وتستهدف بكين تحقيق نمو اقتصادي سنوي "في حدود 5%"، وهو هدف يعتبره العديد من الخبراء طموحًا في ظل التحديات الراهنة. أما على أساس ربع سنوي، فقد نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.2% من يناير إلى مارس، وهو ما يقل عن التوقعات البالغة 1.4%، ومنخفضًا من 1.6% في الربع السابق.
وكان لقطاع التصدير دور كبير في هذا الأداء، حيث ارتفعت الصادرات بأكثر من 12% خلال مارس، وبنحو 6% خلال الربع الأول. ويُعزى هذا الارتفاع إلى تسارع الشركات في شحن المنتجات قبل دخول التعريفات الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ.
وفي المقابل، ردت الصين بفرض تعريفات جمركية بنسبة 125% على بعض الواردات الأمريكية، مع تأكيدها على التزامها بفتح أسواقها أمام التجارة والاستثمار الدولي.
ومن أجل دعم الاقتصاد في مواجهة هذه التحديات، تدرس الحكومة الصينية حزمة من السياسات التوسعية، من بينها خفض أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك، بهدف تعزيز السيولة وتحفيز النشاط الاقتصادي.
رغم هذا الأداء القوي، يتوقع الخبراء تباطؤًا في وتيرة النمو خلال الفصول المقبلة، مع تصاعد تأثير التعريفات الجمركية واشتداد الضغوط الخارجية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.