المخاطر التشغيلية وكيفية التغلّب عليها
المخاطر التشغيلية هي أخطر أنواع المخاطر التي تواجه الدول والكيانات الاقتصادية المختلفة، سواء كنا في دولة متقدمة أو ناشئة، وتتركز خطورة المخاطر التشغيلية أنه لا يمكن التنبؤ بوقوعها مثل أنواع المخاطر الأخرى، ولذلك يصعب تحديدها مسبقًا أو وضع وسائل تجنبها بمستويات ثقة مرتفعة.
ونقصد بالمخاطر التشغيلية وفقًا للتعريف العالمي لها، تلك الخسائر الناجمة عن إخفاق أو عدم كفاية الإجراءات أو أخطاء العنصرالبشري أو عطل الأنظمة أو نتيجة لأحداث خارجية، فحادثة القطار "إذ لم يثبت أن هناك إهمال أو تقصير متعمد أو رصد لقصد إجرامي" تكون هذه الحادثة من أهم أمثلة المخاطر التشغيلية، وكل العالم يواجه ويتحمل ويقبل تحمل نسب معينة من هذه المخاطر تتناسب مع مستوى تقدمه الاقتصادي وإمكانياته التكنولوجية ومدى تقادم أو حداثة بنيته الأساسية.
على أرض الواقع نحن في مصر لا أحد ينكر أننا نسير على محورين، أولهما التغيير والتحديث الشامل والجذري لمرفق السكك الحديد ليرتفع للمستوى العالمي، الذي تنعدم فيه مخاطر التشغيل، وهذا المحور رغم قلة الإمكانيات والظروف العالمية والمحلية التي ترتبت على جائحة كورونا يسير بخطى سريعة ومتوازنة شهد بها العالم، وتشاركنا كبريات الشركات العالمية في التنفيذ والتمويل حاليًا، والمحور الثاني هو تفكيك وإعادة تركيب القديم في محاولة للتطوير المرحلي والصيانة الدورية في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قد يكون علينا أن نستخدم القطارات بوضعها الحالي ونتحمل مخاطرها ونصبر إلى حين ينتهي الجديد وننعم بمميزاته، والأهم أن نواجه مشاكلنا بواقعية، ولا داعي لجلد النفس والنقد غير الموضوعي.
ندعو للشهداء بالرحمة وقلوبنا مع ذويهم وكل الأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل.
أما أنت سيادة الفريق المهندس كامل الوزير فأنت تعلم مدى ثقة القيادة السياسية بك، وثقة المواطنين بك وبقدرتك العسكرية والإدارية والفنية، التي لن تلين وإنك قادر بإذن الله على استكمال المسيرة.